ربُّ البيت للخمر شاربٌ... وشيمة أهل البيت الشكوى للنائب العام

أبناؤه وثَّقوه يعاقرها أمامهم بالصور غير مبالٍ وأكدوا أنه يقودهم إلى الانحراف

جابر الحمود

عندما يكون "رب البيت بالدف ضارب" ليس بالضرورة أن تكون شيمة أهل البيت كلهم الرقص، كما قال المتنبي، وعندما يكون رب البيت للخمر شارب ومعاقر، ليس بالضرورة أن تكون شيمة أهل البيت كلهم السكر والعربدة، لكن المر الذي يتجرعونه لاسيما الأبناء جراء فعل أبيهم يبقى سهاما تقطع أوصال حياتهم، وتهدد كيانهم الأسري، ومكانتهم في محيطهم الاجتماعي، إذ يغدو المثل الأعلى، وضيعا، والقدوة الحسنة مثالا سيئا للانحطاط والانحراف، عندها لا يجد الأبناء بداً إلا أن يتبرأوا منه ويتلمسوا الخطى للبعد عن شره الى حد الابلاغ عنه.

في واقعة من هذا النوع، تقدمت المحامية حوراء الحبيب، ممثلة عن ثلاثة أبناء ووالدتهم بشكوى الى النائب العام ضد والدهم، أكدوا فيها أن الابناء وثّقوا فعل والدهم وهو يشرب المسكرات أمامهم ولا يبالي بحجة انه لم يخالف القانون في الشارع وإنما في سكنه الخاص.

وقالت الحبيب إن الأبناء وخلال رؤية والدهم لهم بسبب الانفصال عن والدتهم وأثناء جلوسهم معه في المنزل لاحظوه يتناول المسكرات وكأنه أمر طبيعي، مشيرين الى ان هذا الأمر مجرّم أمام القانون، وأمام كل القيم الانسانية لكون أبيهم هو المسؤول عن تربيتهم، وبالتالي فهو بمعاقرته الخمر أمامهم يربيهم على الانحراف وليس على السلوك القويم.

وأشارت الحبيب إلى انه وبناء على شكوى الابناء ووالدتهم، فإنه يجب الحذر من جميع أولياء الأمور في عدم الاستهانة بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم في التربية الحسنة للأبناء.

وأضافت الحبيب: في هذا الزمن، أولياء الامور يسعون إلى تربية ابنائهم تربية حسنة ومع ذلك يخافون عليهم رغم بذلهم قصارى جهدهم لاستقامة الأبناء، لكنه في المقابل نجد من يقوم بكل برود بالسعي إلى انحراف الابناء، متسائلة: هل الانسان مُكلف بالإصلاح أم بالاعوجاج حتى يكون ممتلئا بالثقة ان الجرم الذي يرتكبه أمر طبيعي؟

وخلصت الحبيب إلى القول: شهدنا شكاوى ودعاوى طلاق بسبب التدخين بالرغم من انه يسمح ببيعه في الجمعيات والاسواق، فما بالنا بشرب الخمر وهو أصلاً مجرم ويتعارض مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا؟!

المحامية حوراء الحبيب