الأربعاء 18 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

النَّظْرَة الدُّونِيَّة للآخر المختلف

Time
الخميس 12 سبتمبر 2024
View
60
د.خالد الجنفاوي
حوارات

تدلّ النّظرة الدونيّة تجاه الإنسان الآخر المختلف، والتعامل معه وكأنه مخلوق آخر لا يستحقّ الإنسانية.

ومن بعض علامات شيوع النّظرة الدونيّة للآخر، وأسباب انتشارها في بعض المجتمعات، وكيفية التعامل المناسب معها، نذكر ما يلي:

-علامات شيوع النّظرة الدونيّة: تظهر الى العلن الخطابات القبلية، والطائفية، والفئوية التمييزيّة في البيئة التي تنتشر فيها سلوكيّات الإستخفاف، والاستحقار، والنّظرة الدونيّة تجاه الفرد المختلف قبلياً أو طائفياً أو طبقياً، وتنتشر فيها أيضاً أصوات متوحّشة تدعو الى تجريده من السمات الإنسانية بهدف إقصائه، أو طرده من البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها.

وينزع من ترسّخت في قلبه نظرات دونيّة متوارثة تجاه الآخر المختلف عنه عرقياً أو طائفياً أو طبقياً الى إعلان كراهيته علانيّة، أو عن طريق الهمز واللّمز بالكلام والكتابة.

ويغلب الشحّ النفسيّ، والمالي، والأخلاقيّ على نفوس الأغلبية، أو الأقليّة المؤثّرة، وترتفع نسبة تقديس عضو القبيلة، أو الطائفة، أو الطبقة الاجتماعية على حساب عضو المجتمع المختلف، ويتم لومه على كل ما هو فاسد في المجتمع.

-أسبابها: كلما إرتفعت نسبة البَطَر في المجتمع زادت حدّة النّظرات الإزدرائية فيه، وكلما عمّت سلوكيّات المحسوبيّة، وتفضيل إبن القبيلة، أو الطائفة، أو الطبقة الاجتماعية على غيره من المواطنين راجت خطابات إحتقار من هو مختلف.

وكلّما فشلت المناهج التعليمية في ترسيخ قيم ومبادئ المواطنة الصالحة في المجتمع شاعت خطابات الكراهية، وكلما افتقد المجتمع ثقافة الجدارة والكفاءة تمّ استبدالها بسلوكيّات التنفيع للأقرب قبلياً، أو عرقياً أو طائفياً أو طبقياً.

-التعامل مع سلوكيّات تلك النَّظْرَة: لجم خطابات التمييز القبلي، والعرقي، والطائفي، والطبقيّ يصبّ في المصلحة المستقبلية للمجتمع الوطني، ووقاية النشء من التأثّر سلباً بخطابات الكراهيّة بحمايتهم قانونياً من الإستغلال على أيدي منظِّري القبلية، والطائفية، والطبقية الفوقيّة، وبزيادة عدد المواد الدراسية عن المواطنة الصالحة، وقبول الاختلاف والتعدّدية في المجتمع الوطني.

وبمكافحة الحسابات الوهمية التي تديرها أجهزة المخابرات الأجنبية بهدف إشغال المجتمع بالفتن الداخلية، لتفتيته من الداخل بقصد استنزاف ثرواته الطبيعية، وللاستمرار في سرقة موارده المالية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار