زين وشين
في موسم الحج في كل سنة يجتمع ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين حاج، في مكان واحد، ثم ينتهي موسم الحج بهدوء تام، وتنظيم جيد، ومن دون نقص في الخدمات.
كذلك في موسم العمرة في رمضان يعتمر في ليلة واحدة نحو مليون ونصف المليون معتمر، ان لم يكن اكثر، ولا يختل النظام، ولا تنقص على معتمر واحد قارورة ماء، لان هناك خطة مدروسة، وتنظيم محكم، وهناك خلف التنظيم عين حمراء لا تغفل، تتابع وتراقب وتحاسب.
نحن، ومع الأسف الشديد، فشلنا فشلاً ذريعاً في تنظيم مباراة حضورها لا يزيد عن عدد كراسي "ملعب جابر" غير المرقمة، مع العلم ان لدينا من الامكانات الشيء الكثير، فما الذي يجعلنا نفشل إلى هذه الدرجة، ويتحول تنظيمنا فوضى؟
هنا ناس وهناك ناس، لهم عقول ولنا عقول، يبدعون، ونحن نستطيع ان نبدع، ولكن فرقهم عنا انهم يضعون الرجل المناسب في المكان المناسب، ويضعونه تحت المجهر، ويعرف ما ينتظره في حال الفشل، ونحن نسند الامر الى غير اهله، ونطلب من فاقد الشيء ان يعطيه!
هم يبحثون عن الذي يبيض وجه المملكة، ونحن نبحث عن الذي يرضي فلان والمحسوب على فلان والمنتمي للحزب الفلاني، وكل هؤلاء لا يعرفون معنى بياض الوجه، بل ويقع بياض وجه الدولة بأخر أولوياتهم!
فهمهم الاول والاخير زيادة ارصدتهم، حلال او حرام لا يهم، المهم ان يحتفظ احدهم بمسماه الوظيفي، الذي حصل عليه بطريقة ملتوية، أو ارضاء من يقف خلفه.
كل كويتي مستاء جدا من سوء التنظيم، ومن سوء اداء الفريق، والكل متخوف من الفشل في تنظيم دورة كأس الخليج المقبلة، بعد فشلنا في مباراة واحدة!
وللأمانة، وإحقاقاً للحق، نجح بامتياز التنظيم الامني، ولم يحدث ما يعكر صفو الامن، رغم الحضور الجماهيري الكثيف، لسبب بسيط ان الوزير المختص حريص على ان يبيض وجه الدولة، وكان رجل الامن الاول متواجدا في الميدان حتى مغادرة آخر مشجع.
بعد عطلة نهاية الاسبوع نتمنى ان نسمع قرارات تصلح حال الرياضة كلها، فهي باختصار في حال الاحتضار، ألم يقل إن آخر العلاج الكي... زين؟