ستدخل حيز التنفيذ في غضون أسبوعين
أدى التحرك لفرض تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين من قبل العديد من البلدان بدرجات متفاوتة إلى تغيير التدفقات التجارية وتأثر سلاسل التوريد.
ومع ذلك، بالنظر إلى البيانات التجارية لم يتغير الكثير حتى الآن مع استمرار وصول المركبات الكهربائية إلى الشواطئ الأوروبية والأراضي الأميركية بكميات كبيرة.
أحدث هذه الرسوم فرضتها الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، وفقا لـ"فرانس برس"، فرضت واشنطن زيادات في الرسوم الجمركية على سلع صينية بمليارات الدولارات تصل إلى 100% على المركبات الكهربائية و25% على بطارياتها، وستدخل حيز التنفيذ في غضون أسبوعين.
وجاء قرار مكتب الممثل التجاري الأميركي بعد فترة سُمح خلالها بالتعليق على إعلان سابق عن الرسوم الجمركية، وقالت كاثرين تاي، الممثلة التجارية الأميركية، إن الزيادات النهائية "ستستهدف سياسات وممارسات جمهورية الصين الشعبية الضارة التي تؤثر على العمال والشركات الأميركية".
تمثل الصين نقطة محورية لإنتاج السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، حيث تستفيد من تكاليف العمالة الرخيصة وسلاسل توريد البطاريات المتطورة، ونتيجة لذلك مارست شركات صناعة السيارات الغربية ضغوطا من أجل ما تصفه بتكافؤ الفرص من خلال التعريفات الجمركية والحوافز المالية.
وفي وقت سابق من هذا العام تحركت الولايات المتحدة لفرض تعريفة بنسبة 100% على واردات السيارات الكهربائية من الصين، وقبل ذلك بلغت الرسوم الجمركية الأمريكية على هذه المركبات 27.5% منذ عام 2018.
وفي الفترة من 2018 إلى 2023 زادت قيمة واردات السيارات الكهربائية الأميركية من الصين من 7.2 مليون دولار إلى 388.8 مليون دولار، مع حصة سوقية تمثل 2% من واردات السيارات الكهربائية الأميركية، وفقا لبيانات لجنة التجارة الدولية الأمريكية.
رسوم كندا
وبالمثل، فرضت كندا تعريفات جمركية بنسبة 100% على واردات السيارات الكهربائية من الصين.
وتحركت البرازيل أيضا لفرض رسوم جمركية على المركبات الكهربائية، التي بدأت بنسبة 10% في يناير/كانون الثاني وزادت إلى 18% اعتبارا من يوليو/تموز، وترتفع هذه النسبة إلى 35% اعتبارا من يوليو/تموز 2026.
وتواجه المركبات الهجينة أيضا تعريفات بنسبة 25%، وترتفع إلى 35% اعتبارا من يوليو/تموز 2026، وتأتي هذه القرارات لتشجيع الإنتاج المحلي.
سجلت البرازيل أعلى مخزون لها على الإطلاق من السيارات الكهربائية والهجينة في أغسطس/آب، نتيجة سياسة التعريفة الجمركية التدريجية المعتمدة حديثا على واردات هذه المنتجات، وفقا لاتحاد السيارات البرازيلي ANFAVEA.
في الفترة بين يناير وأغسطس، جاءت 72476 مركبة مستوردة إلى البرازيل من الصين، بزيادة قدرها 339% عن عام 2023.
تعريفات المركبات الكهربائية
أعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا العام عن نيته بفرض مستويات تعريفية متفاوتة تتراوح بين 17% و38% على شركات صناعة السيارات، اعتمادا على مستوى اتصالاتهم مع المفوضية أثناء تحقيقاتها لمكافحة الدعم، كما تكبدت شركات صناعة السيارات مثل تسلا وبي إم دبليو وفولكسفاغن تعريفات مؤقتة بسبب سياراتها المنتجة في شنغهاي والمستوردة إلى أوروبا.
هذا بالإضافة إلى نسبة التعريفة الجمركية الحالية البالغة 10% على واردات السيارات من الصين.
في أغسطس، تحركت المفوضية لخفض التعريفات الجمركية على تسلا، وBYD وجيلي وغيرها، بعد مزيد من التحقيقات التي أجرتها مفوضية الاتحاد الأوروبي، وشهدت تسلا خفض التعريفة المفروضة عليها إلى 9% من 20.8%، ويمكن خفض هذا النسبة إلى 7.8% بالنسبة لشركة تسلا.
وذكرت مفوضية الاتحاد الأوروبي في الإعلان أن "التحول الأخضر للاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يستند إلى واردات غير عادلة على حساب صناعة الاتحاد الأوروبي".
الحرب التجارية على الأبواب
وسعت المفوضية أيضا إلى تهدئة المخاوف من تصعيد احتمال نشوب حرب تجارية من خلال الإشارة إلى أن "الرسوم تهدف بالتالي إلى ضمان تنافس صناعات الاتحاد الأوروبي والصين على قدم المساواة"، والهدف ليس إغلاق سوق الاتحاد الأوروبي أمام مثل هذه الواردات.
تم فرض التعريفات المؤقتة اعتبارا من 4 يوليو، وبعد ذلك من المقرر إجراء التصويت على التعريفات الجمركية الدائمة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مما يعني أن التعريفات ستظل سارية لمدة 5 سنوات إذا تم التصويت، ويتطلب أغلبية مؤهلة من 15 دولة تمثل 65% من سكان الاتحاد الأوروبي لتمرير الرسوم.
ومع ذلك، هناك مخاوف من أن تحاول الدول الأعضاء مثل إسبانيا حشد الدعم الكافي للتصويت على إلغاء التعريفات بسبب المخاوف من تصعيد الحرب التجارية التي من شأنها أن تؤثر على صادرات المنتجات بما في ذلك منتجات الألبان إلى الصين، وقد بدأت الصين بالفعل تحقيقا لمكافحة الإغراق في هذه المنتجات.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للصحفيين خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى الصين: "نحن جميعا في حاجة إلى أن نأخذ في الاعتبار -ليس فقط الدول الأعضاء ولكن أيضا المفوضية- موقفنا تجاه حركة تعريفة السيارات الكهربائية".
وفي وقت سابق من هذا العام وقعت شركة صناعة السيارات الصينية شيري مشروعا مشتركا مع شركة EV Motors الإسبانية لإنتاج السيارات في وقت لاحق من هذا العام، في مصنع نيسان السابق في برشلونة بإسبانيا.
أرقام شركات السيارات الصينية
ومن التعريفات الأوروبية تكبدت شركة صناعة السيارات الصينية BYD معدل تعريفة بنسبة 17.0%، مما قد يؤثر على خططها المنشورة لامتلاك حصة سوقية قدرها 5% من مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بحلول عام 2026، وفي أغسطس/آب خفضت المفوضية هذه الحصة من 17.4%.
واستورد الاتحاد الأوروبي 438.034 سيارة كهربائية من الصين في عام 2023، بإجمالي 9.7 مليار يورو (10.7 مليار دولار). ويمثل هذا حصة سوقية تبلغ 21.7% من مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية في عام 2023.
وعلى وجه التحديد شكلت السيارات الكهربائية التي تحمل العلامة التجارية الصينية 7.6% من ذلك، وفقا للبيانات التي نشرتها جمعية مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA).
تشير أحدث البيانات التجارية إلى انخفاض بنسبة 12.3% في صادرات السيارات ذات المحركات الكهربائية من الصين إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بداية من عام 2024 إلى يوليو/تموز، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفقا لتحليل Fastmarkets. وفي حين أن هذا قد يكون نتيجة للتعريفات الجمركية الوشيكة، فإنه يعكس أيضا ضعف الطلب في أوروبا الذي أثر على شركات صناعة السيارات المحلية أيضا.
بلغت عمليات تسليم السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية لمجموعة فولكسفاغن للعملاء في أوروبا 184100 سيارة في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران من هذا العام، بانخفاض بنسبة 15.2% عن نفس الفترة من العام الماضي. بالمقارنة مع زيادة بنسبة 45.2% في عمليات التسليم للعملاء في الصين بواقع 90600 سيارة، وفقا للبيانات التي نشرتها مجموعة فولكسفاغن.
إعادة تنظيم العمليات التجارية
وتظهر بيانات من مجموعة روديوم أن واردات الاتحاد الأوروبي من السيارات الكهربائية من الصين في عام 2023 شكلت 37% من إجمالي واردات السيارات الكهربائية للكتلة التجارية.
على الرغم من الطلب الأكثر هدوءا حتى الآن هذا العام فإن سوق السيارات الكهربائية الأوروبية يحمل حوافز لشركات صناعة السيارات الصينية، وهي فرصة البيع بمستوى سعر أعلى وتحقيق هوامش ربح أفضل.
يتم بيع طراز BYD Dolphin الجديد بسعر 35490 يورو في هولندا، وهو مؤهل للحصول على دعم حكومي بقيمة 2950 يورو وخصم BYD بقيمة 2500 يورو ليصل المجموع إلى 30040 يورو، وهذا بالمقارنة مع 99800 يوان (12702 يورو، 14016 دولارا) في الصين.
وهذا ينطبق أيضا على شركات صناعة السيارات غير الصينية، حيث تقوم كل من شركتي تسلا وفولكسفاغن بإدراج سيارات جديدة للبيع بمستويات أسعار أقل في الصين، في محاولة للتنافس مع الشركات المصنعة المحلية.
مع الاضطرابات التي تشهدها أوروبا فيما يتعلق بالطلب على السيارات الكهربائية اتخذت بعض شركات صناعة السيارات خطوات لإعادة تنظيم العمليات التجارية.
يقال إن شركة فولكسفاغن تفكر في إغلاق بعض مصانعها لأول مرة في تاريخها لخفض التكاليف وسط تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية.
بلغت تسجيلات السيارات الجديدة في ألمانيا لشهر أغسطس/آب 197322 مركبة، بانخفاض 27.8% عن أغسطس/آب 2023. ومن بين تسجيلات الشهر 13.7% كانت للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية عند 27,024 مركبة، بانخفاض 68.8% على أساس سنوي، متضخما جزئيا بسبب انتهاء صلاحية حافز الشراء المالي الذي انتهى في سبتمبر/أيلول 2023.
وقد دفع هذا التسجيلات منذ بداية العام إلى الانخفاض عن العام الماضي، وفقا للبيانات المقدمة من الهيئة الفيدرالية الألمانية لنقل السيارات Kraftfahrt-Bundesamt (KBA).
أحد الاختلافات بين التعريفات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هو أن التعريفات الأمريكية تشمل مكونات المركبات الكهربائية، بما في ذلك بطاريات الليثيوم أيون، في حين تنطبق تعريفات الاتحاد الأوروبي على السيارة النهائية فقط.
وتسعى العديد من شركات صناعة السيارات الصينية إلى زيادة حضورها الصناعي في أوروبا، حيث أعلنت شركة BYD في أواخر عام 2023 أنها ستبني مصنعا لسيارات الركاب في أوروبا، ومن المقرر افتتاح المصنع خلال 3 سنوات من الإعلان.
ووافقت شركة BYD أيضا على صفقة لبناء مصنع تصنيع في تركيا، ووقعت صفقة بقيمة مليار دولار في يوليو.
تعد تركيا جزءا من الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، مما يعني أن سيارات BYD المصنعة في البلاد ستتحايل على التعريفة الإضافية البالغة 17% المفروضة على صادرات سيارات BYD من الصين إلى أوروبا.