ولنا رأي
مباراة كرة القدم التي تمت على "استاد جابر" يوم الثلاثاء 10 سبتمبر الجاري بين المنتخبين الكويتي والعراقي، ضمن تصفيات "كأس العالم" الذي ستنظمه الولايات المتحدة عام 2026، في مباراة الإياب في الكويت، وتتلوها مباراة الذهاب في العراق.
كان من المفترض أن تمر كحدث عادي جداً، كون المباراة مجدولة مسبقاً من الاتحاد الدولي، ومحددة التاريخ.
ومن ثم يأتي دور الاتحاد الكويتي لوضع الترتيبات قبل الموعد، والاتحاد على علم بحساسية المباراة، ومتوقع حجم الحشد الجماهيري الذي سيحضر المباراة، وعليه كان من المفترض اجراء كل الترتيبات، والاستعدادات.
لكن ما حدث هو العكس تماما، فالمباراة بدأت بكارثة وفوضى، عندما صرح أحد مسؤولي الاتحاد أن عدد الجماهير العراقية هو محدد بعدد مئتي مشجع فقط، مما أثار استياء الجماهير العراقية، وتسبب في أزمة بين البلدين، اشتعلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعندما بدأت المباراة تسبب ذلك في أزمة مرور خانقة في الطرق العامة، وأثرت على سكان المناطق المجاورة للملعب، واستمرت من بعد الظهر وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً.
مع دخول المشجعين الملعب بدأت الفوضى الأخرى، فأعداد تفوق سعة الـ"استاد"، ومن لديه تذكرة لم يدخل، ومن جاء قبل المباراة أو اثناءها سمح له بالدخول، فتكدست الناس في هذا الحر من دون مياه للشرب، أو تجهيز الـ"استاد" برذاذ الماء للتخفيف من الحر الشديد. ناهيك عن المرافق العامة السيئة، فيما الحل كان سهلا جدا، وهو عقد اجتماع بين محافظ الفروانية والاتحاد، وتفعيل اللجنة التي تضم كل الوزارات بما فيها الداخلية.
وكذلك الطلب من الجمعيات التعاونية توفير سيارات مبردة محملة بالمياه، والعصائر حول الملعب، وكذلك بناء خيام مكيفة في ساحتها، تحتوى على شاشات تلفزيونية عملاقة لنقل المباراة لاستيعاب الاعداد الزائدة.
كذلك توفير باصات أو سيارات "قولف" لنقل المشجعين الذين قطعوا مسافات طويلة للوصول، وكان من المفترض أن تساهم الشركات الخاصة الوطنية المتخصصة في المشروبات، عبر توفير بعض من هذه المستلزمات.
وكذلك توفير الاعلام، والباصات، فهذه المباراة تعكس سمعة الكويت. والكل يجب أن يساهم. ولكن مع الأسف أسند الأمر الى غير أهله، فبدأت المباراة بفوضى، وانتهت بفوضى.
دكتور في القانون ومحام
[email protected]