حوارات
"وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً"(الإسراء 26-27).
يُسْرِف المرء في ماله عندما يصرفه في أحد احتياجاته، لكن بشكل مبالغ، ويُبَذِّرُه عندما يصرفه على شيء لا قيمة حقيقيّة له، ولا يستحقّ صرف المال عليه.
وأسوأ أنواع الإسراف هو ما يتمّ بقصد التباهي على الآخرين، لا سيما بهدف إظهار صورة غير حقيقية عن الوضع، المالي والاجتماعي، للفرد المُسْرِف والمُبذِّر.
ومن أسباب ودلالات الإسراف والتبذير في عالم اليوم المضطرب، وكيفية الشفاء من هذه العادة السلبيّة، نذكر ما يلي:
-أسباب ودلالات الاسراف والتبذير: يصرف المُسْرِف المُبَذِّر ماله على شراء كماليّات زائدة عن حاجته، أحياناً بهدف زخرفة منزله، على سبيل المثال، بقصد خلق انطباع كاذب عند ضيوفه أنّه ثريّ، بينما هو في الحقيقة بذّر مصروف عائلته على مظاهر اجتماعية مزيّفة.
ويميل بعض من يُسِرف في ماله إلى عدم تحرّي الرَّزق الحلال، وذلك لأن من ترسّخت في عقله أهميّة المظاهر الخدّاعة يمكن أن يفعل أي شيء للحصول على مال، مهما كان مصدره لرفع مقامه الاجتماعي، ولو بشكل كاذب.
ومن يضعف تقديره لذاته، ربما سيسعى أحياناً الى تعويضه عبر فبركة صور خيالية عن أوضاعه، المالية والاجتماعية.
ومن أسباب الإنغماس في سلوكيّات التبذير امتلاك الشخص عقلية الفقر، وكذلك بسبب السعي المهووس الى الحصول على سمعة الكرم ولو زيفاً.
وستلاحظ أنّ المُسرِف المبذّر يقيم الولائم لمن يعيشون في يُسْرٍ بهدف التّباهيّ والتنافس معهم، بينما لم يفكِّر قط في عمل وليمة يجمع عليها الفقراء والمحتاجين، ويأكل معهم كفرد مساوٍ لهم في الكرامة الإنسانية.
ومن أسوأ أنواع الإسراف والتبذير، وصرف المال في غير حقّه، هو إنفاقه للاحتفاء بالقبلية، أو الطائفية، أو بالطبقية الفوقيّة، وبعض من يعرف أنّ مصدر ثروته هو المال الحرام، ربما لن يكترث إن أسرفه وبذّره.
- الشفاء من التبذير: طوبى لمن حفظ ماله منعاً لنفسه من التذلّل في طلب المال من الآخرين، ومدّ رجيلك على قدر فراشك، والقناعة أفضل من نضوب ماء الوجه في طلب مساعدة الناس.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi