الثلاثاء 17 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أكاديميون ودعاة ونشطاء:  حرِّروا الحركة الطلابية من قبضة 'الإخوان'!
play icon
المحلية

أكاديميون ودعاة ونشطاء: حرِّروا الحركة الطلابية من قبضة "الإخوان"!

Time
السبت 14 سبتمبر 2024
View
310
ناجح بلال
على وقع دعوات إلى النأي بها عن التحزب والخلافات السياسية
  • عبدالله الغانم: "الائتلافية" تستغل "السلف" وبعض المكونات لتكريس هيمنتها على الاتحاد
  • صالح الغانم: نأمل بقرارات لاقتلاع الأحزاب السرية مثلما حدث في السعودية ومصر والإمارات
  • د.خضر البارون: الانتخابات الطلابية تكرّس العصبية والقبلية والطائفية على حساب اختيار الأفضل
  • حمد المري: الجماعة تلبس عباءة الدين وهي في الحقيقة حزب متعصب يسعى إلى مراكز القرار

ناجح بلال

على وقع المعلومات التي ترددت الخميس الماضي عن قيام أجهزة الأمن باغلاق مبنى الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في منطقة الخالدية والتحفظ على ملفات وأجهزة كمبيوتر، ضمن متطلبات التحقيق في شبهات تتعلق ببعض الأنشطة والممارسات، وفيما لا يزال مصير الانتخابات المقررة في 22 سبتمبر الجاري غامضاً، طالب أكاديميون ونشطاء وفعاليات طلابية بما وصفوه "تحرير الحركة الطلابية من هيمنة جماعة الاخوان المسلمين" الممثلة في الحركة الدستورية الاسلامية (حدس)، واعادة الوجه الطلابي الحقيقي اليها بعيدا عن التحزب والخلافات السياسية. وفيما يلي التفاصيل:

بداية، يقول استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الغانم: إن الانتخابات الطلابية لا تزال تهيمن عليها القائمة الائتلافية التي تدعمها (حدس) ـ "الاخوان المسلمين"، لافتا إلى أنه في حال ثبوت تحويل أموال لاتحاد الطلاب فهذا يثبت ما طرح مرارا في السابق أن جماعة إخوان الكويت لا تزال تدعم القائمة الائتلافية التي تفوز دائما في كل الانتخابات الطلابية.

وذكر د.الغانم أن القائمة الائتلافية تستغل بعض المكونات الاجتماعية، كما كان يحدث في انتخابات مجلس الأمة، موضحا أن الإخوان يستغلون كذلك الاصوات السلفية في الانتخابات الطلابية مثلما هي الحال في الانتخابات البرلمانية.

واكد أن الاصوات السلفية الآن ليست سلفية صرفة حيث إن أغلبها سلفي في الظاهر وفي الباطن يتبع فكر الإخوان المسلمين مستشهدا على ذلك بأن بعض السلفيين المشاركين في اجتماعات (حدس) السنوية كانوا يرفعون شعار "رابعة" الذي يرفعه الاخوان المسلمون في مصر منذ أحداث 2013.

ورأى د.الغانم أن الأخطر في الانتخابات الطلابية في جامعة الكويت استمرار الاخطاء وهي أن يصوت الطلاب بناء على الأسماء المطروحة في القوائم وليس على الأفكار وهذا ما يحدث كذلك في القائمة المستقلة، مشيرا إلى أن الطالب الذي يدلي بصوته إذا سألته ما الفارق بين قائمة الائتلافية والقائمة المستقلة، لن تجد جوابا لدى اكثرهم، فالغالبية تصوت فقط من أجل الانتماء الحزبي أو الفئوي أو القبلي.

وبين د.الغانم أن تجميد أعمال مجلس الأمة لن يؤثر على انتخابات الاتحاد المقررة في 22 سبتمبر، طالما أن تنظيم "حدس" لا يزال يعمل كما هو في الخارج حتى بعد توقف أعمال مجلس الأمة، مشددا على اهمية تطهير الكويت من الحزبية، فالاحزاب تستغل الدين تعمل لتحقيق مصالحها السياسية، لذا أجادت العزف على دغدغة المشاعر الاسلامية الدين منهم براء لا سيما أن الاسلام لايدعو للتحزب، ولذا فاتحاد الطلبة مجرد واجهة لتيارات سياسية لذلك تجده في القضايا السياسية يصدر بيانات تخدم التيار السياسي المهيمن عليه، علما بأنه في السنوات الأخيرة تحولت الانتخابات الطلابية إلى حالة من التشنج والتطرف الفكري والتنازع القبلي.. فلا ديمقراطية كما يدعون خدمت ولا عقلية متزنة دعمت.

وأوضح أن الاتحادات والجمعيات الطلابية وغيرها من المسميات الاخرى أصبحت من عوامل تفرقة المجتمع الكويتي وتكرس نهج الحزبية والقبلية والفئوية.

أجندات خارجية

على صعيد متصل، يقول الداعية الاسلامي صالح الغانم: إن استمرار الاجندات الخارجية التي تدعم القوائم الطلابية منذ عهود طويلة في جامعة الكويت آن له أن يتوقف، آملا أن تتخذ الدولة قرارات كما فعلت المملكة العربية السعودية ومصر والامارات في اقتلاع جذور الاحزاب السرية، فاستمرار هذه الاحزاب في الكويت يلقي بظلال سلبية على المجتمع الكويتي، موضحا أن جماعة الاخوان لا تزال تدعم الحركة الطلابية وستظل تمارس ضغوطاتها من أجل الطلبة الذين يؤيدون فكرها.

وأضاف: إن الامر ليس بيد رجال الدين والوعاظ أو غيرهم بل بيد الدولة خصوصا أن الانتخابات الطلابية تعمل على تفتيت الوطن و لا تعزز الولاء له وتنمي الشعور والولاءات غير المستقيمة.

وأشار إلى أن أي شغب في الجامعة يكون خلفه القائمة التي فازت في الانتخابات، ولهذا شهدت ساحة جامعة الكويت الكثير من الصراعات والمشاحنات والمشاجرات بين الطلبة، لافتا الى أن قائمة الائتلافية المدعومة من تنظيم (حدس) الاخواني ليست المتنفس الوحيد لتلك الجماعة حيث لديها العديد من الاذرع ويظل العمل الطلابي إحدى أذرعها لنقل افكارها إلى الطلبة.

وشدد على أهمية استمرار المراقبة لاعمال الاتحادات الطلابية، مشيدا بمصادرة أجهزة الامن بعض الأجهزة والأوراق في اتحاد الطلاب والتحقيق فيما اثير حول أموال تصل للاتحاد، موضحا أن هذا الاجراء بداية الاتجاه الصحيحي نحو تصحيح مسار العمل الطلابي.

تكرس العصبية

على صعيد ذي صلة، قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون: إن الانتخابات الطلابية أصبحت ـ للأسف الشديد ـ تكرس وتغذي العصبية والحزبية والقبلية والفئوية والطائفية على حساب اختيار الأفضل الذي يمثل العمل الطلابي داخل الجامعة، معربا عن أسفه للنعرات التي يستخدمها الطلاب خلال الانتخابات.

واكد أهمية تواجد الحرس خلال إجراء العمليات الانتخابية الطلابية لحفظ الامن والنظام ومنع نشوب أي مشاحنات أو مشاجرات.

وشدد د.البارون أن على إدارة الجامعة والهيئة التدريسية أن تقوم بتوعية الطلاب بصورة متكررة حتى يكون الطلاب على علم تام بأنهم طلاب فقط وبأخلاقهم يعبرون عن مدى العلم الذي يتلقونه في الجامعة.

وتابع قائلا: دائما نقول لطلبة الجامعة في المحاضرت "ليس من المهم أن تكتب على صدرك أنك من الطلاب بل الأهم أن يرى الكل سلوكك واخلاقك التي تدل على أنك طالب علم".

ولفت د.البارون إلى أن هناك بالفعل تنظيمات تقف وتساند القوائم الطلابية وهؤلاء بكل أسف يسعون لتكريس الاجندات السياسية في ذهن الطلبة، متسائلا: هل من المعقول أن تفوز قائمة واحدة منذ عشرات السنين دون أن يكون هناك أي تداول لاستلام الاتحاد؟

واعتبر هيمنة قائمة واحدة على الانتخابات الطلابية دليلا يؤكد دكتاتورية الانتخابات الطلابية كل عام وهذا ما ينعكس بطبيعة الحال على أفكار الطلاب ويؤدي للعنف وخلافه، مشددا على ضرورة وضع ضوابط جديدة لتنظيم عملية الانتخابات الجامعية.

يلبس عباءة الدين

من جانبه، قال الكاتب حمد المري: إن هناك من يلبس عباءة الدين مسميا نفسه بـ"التيار الإسلامي"، ويسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية وهو في الحقيقة حزب سياسي متعصب لأهداف مؤسسيه السياسية المتمثلة في الوصول إلى مراكز القرار السياسي أو على الأقل التأثير على هذه المراكز.

وأضاف: إن هذا الحزب وغيره من أحزاب سياسية ذات توجهات وأيديولوجيات مختلفة تحاول بشتى الطرق السيطرة على النقابات العمالية والجمعيات المهنية من أجل تأسيس قاعدة جماهيرية كبيرة تؤازرها مستقبلاً في الانتخابات البرلمانية.

واستدرك قائلا: أما في الكويت فقد بدأت الأحزاب السياسية الخفية أولا بالسعي للسيطرة على كليات الجامعة كونها النقطة الأولى التي يبدأ فيها الشاب الكويتي نضوجه السياسي، ولهذا سعى حزب الاخوان المسلمين كغيره من أحزاب سياسية للسيطرة على الجمعيات الطلابية لهذه الكليات في الوقت الذي سعى فيه للسيطرة على الاتحاد العام لطلبة الجامعة، وهذا من وجهة نظر الممارسة الديموقراطية عمل طبيعي وصحيح، غير ان هذه الأحزاب السياسية ومعها حزب الاخوان المسلمين الذي أطلق على قائمته الانتخابية اسم "الائتلافية" أخرجت العمل الطلابي من مساره الصحيح المتمثل في الدفاع عن مطالب الطلبة وحل مشاكلهم الأكاديمية وتمثيلهم في المنتديات الجامعية العربية والعالمية دون أي انتماء سياسي أو تعصب قبلي وطائفي لتصبح هذه الجمعيات الطلابية مركزا للتنافس السياسي الحزبي والطائفي والقبلي.

"حدس" على درب "حماس"!

رأى الكاتب حمد المري أن جماعة الاخوان المسلمين في الكويت وممثلها الجامعي (قائمة الائتلافية) بدأت تسير على خطى الذراع العسكرية لحزب الاخوان المسلمين العالمي المتمثل في حركة حماس في فلسطين، فكما هو معروف بأن المخطط الستراتيجي والأب الروحي للحزب يقع في مصر في الوقت الذي يكون فيه حزب الاخوان المسلمين في الكويت والمتمثل في إحدى الجمعيات الخيرية الكبيرة الممول المالي لهذا الحزب وحركة (حماس) هي الذراع العسكرية. ولفت الى ان تاريخ العنف الطلابي مع هذه القائمة يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي عندما سعت القائمة للسيطرة على مقاعد الاتحاد، مشيرا إلى أنه لايتحامل على التيارات الإسلامية (الأحزاب السياسية الإسلامية).

خطر التيارات الإسلامية... "أشد"

قال المري: ان خطر التيارات الاسلامية أشد على المجتمع من التيارات ذات التوجه الليبرالي والعلماني لأن هذه الأخيرة مكشوفة للعيان أما الأحزاب السياسية الدينية فهي مستترة بعباءة الدين لتحقيق أهدافها السياسية، وتدلس على الشعب دينهم كونهم يصبغون كل عمل يعملونه بالدين حتى ولو كان بعيداً كل البعد عن المنهج الصحيح للشريعة الإسلامية.

الاتحاد الوطني في عامه الـ60

تأتي التطورات الاخيرة بالتزامن مع مرور 60 عاما على تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت الذي احتفل بيوبيله الذهبي في 2014، كونه تأسس في 24 ديسمبر 1964 لتمثيل طلاب وطالبات الكويت، الدارسين داخلها وخارجها.

قادة الاتحاد... نواب ووزراء

كان الاتحاد الوطني لطلاب الكويت ولايزال يمثل رافدا مهما للحياة السياسية والبرلمانية في الكويت، فعلى مدى اكثر من نصف قرن كان الكثير من أعضاء مجلس الامة في الاصل قيادات طلابية، تنافسوا على مقاعد الاتحاد، ومن بين هؤلاء رئيس مجلس الأمة الاسبق مرزوق الغانم، والنواب السابقون صالح الملا وعلي الراشد ود.محمد البصيري ومبارك الدويلة وأسامة الشاهين ود.محمد حسن الكندري.

آخر الأخبار