قراءات عدة نتجت عن مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب العراقي قبل بدايتها بأيام عدة، وعليه يجب علينا أن نوضح ما انتجته هذه المباراة من قراءات، تستحق أن نقف عندها ونتأمل الواقع بعيداً عن العواطف.
البداية في انتشار خبر السماح لمئتي مشجع عراقي فقط بحضور المباراة، ما أدى إلى احتقان إعلامي، وردود فعل مؤثرة ومتباينة في ساحة مواقع التواصل الاجتماعي، ليأتي بعد ذلك قرار السماح لخمسة آلاف مشجع لحضورها.
تلك كانت في وجهة نظري بداية الدخول في ساحة الإخفاق إذ كان من الواضح عدم التنسيق في التعامل مع حدث رياضي بسيط، وسهل، مما خلق توقعات سلبية لما هو قادم.
الأمر الآخر، خلق جواً مشحوناً بين مؤيدين ومعارضين لقرار السماح لحضور الخمسة الاف، مما أدى إلى مبالغة في التصرفات الجماهيرية.
رفع سقف التوقعات لنتيجة المباراة، وعدم قراءة الواقع موضوعياً، أدى إلى انتظار نتيجة لا تتماشى مع واقع، فمن غير المعقول توقع نتيجة إيجابية يحققها منتخبنا الوطني من دون وجود معطيات تحقيقها.
التنظيم السيئ لإدارة منشأة "استاد جابر"، والانتقادات الإعلامية لكيفية تنظيم دخول الجماهير، وحجز المقاعد، يعطينا قراءة سلبية لحال رياضة كرة القدم بالذات.
مع كل ذلك، والجماهير الرياضية تنتظر نتيجة إيجابية يحققها المنتخب الوطني، كانت العاطفة في تقدير التوقعات هي السائدة لدى الكثير من الجماهير.
عند بدء المباراة بدأ الجمهور يعيش واقع الحال، فشعر بسوء إدارة منشأة "إستاد جابر"، ورأى بعينه المستوى المتواضع لأداء المنتخب الوطني.
بدأت بعد ذلك الانتقادات، فلا يمكن مشاهدة سوء التنظيم، وسوء أداء المنتخب، ولا يتم توجيه الانتقادات.
نتائج خيبت آمال الجمهور، رغم أنها نتائج منطقية، وفق المعطيات المطروحة أمام أنظارنا.
نحلق في السماء في توقعاتنا، وتهبط بنا النتائج الى الأرض، فهل سنستفيق من سباتنا العاطفي؟
أعلم أننا سنعيد الكَرّة، ونبتعد عن قراءة المعطيات بمنطقية وموضوعية، ونتعامل مع الحدث بعاطفة زائدة، تحجب الرؤية الحقيقية عن ابصارنا.
إذا أردنا النهوض في مستوى الرياضة الكويتية، يجب علينا التفكير بمنطقية، فلا نبني آمالاً في الوقت الحالي، ويجب علينا وضع خطة عمل مستقبلية لتأسيس فريق قادر على المنافسة، وأيضاً معرفة كيفية إدارة المنشآت الرياضية.
محام، كاتب كويتي
[email protected]