حوارات
تشير عيشة البذخ، في هذه المقالة، الى سلوك الإسراف، والتبذير، والانفاق المفرط على الكماليّات والمظاهر الاجتماعية المزيّفة، ومن يبذخ يصرف ماله في غير حقّه، ويعيش حياة ترفٍ لا يمكنها أن تدوم، حتى لو اعتقد الباذِخ المنغمس في عيشة الرفاهية والتّرف الموقت عكس ذلك.
ومن بعض علامات وأسباب عيشة البذخ، وكيفية استبدالها بعيشة الاعتدال والتدبير المنطقي للمال، نذكر ما يلي:
-علامات عيشة البذخ: يُفرِط من يبذخ بماله في أكله وملبسه، بهدف التفاخر على الناس الآخرين، ويحدث أحياناً كثيرة أنّ من يعيش حياة البَذخ لا يملك القدرة الحقيقية على إدامتها.
ويعتنق هذا النوع من الأشخاص المضطربين فكرياً وروحياً مقولة"أنفق ما في الجيب يأتِك ما في الغيب"، وهي تمثّل كلاماً لا منطقياً يتعارض مع مبادئ التفكير السليم، ويميل المُسْرِفُ في بذخه الى تعويض ما يشعر به من نقص عن طريق تبذير ماله في ما لا فائدة منه.
البذخ لا يصلح للغنيّ أو ميسور الحال او الفقير، في كل الأحوال، بسبب أنه يمثل سلوكاً مستهجناً يدلّ على الكفر بالنِّعم، وتحوّلها مع مرور الوقت الى نِقَمْ.
-أسباب البذخ: كلما ترسّخ الكبرُ في الانسان نفسه مال الى المبالغة في كلامه، وفي تصرّفاته، وفي صرفه لماله، فشعور الكِبَرْ يشابه ثقباً أسود يبتلع كل ما هو منطقي، وعقلاني، ومعتدل في شخصية الانسان، ويجعله يتكلّم ويتصرّف بشكل أقلّ ما يوصف به أنه سلوك معتوه.
ولأنّ بعض الأفراد غير مؤهّلين نفسياً وفكرياً للتعامل السليم مع المال، فيميل بعضهم الى عدم تقدير ما لديهم من مال، فيصرفونه في غير محله، ويبذّرونه في ما لا يستحق، ومن لا يتحرّى الرَّزق الحلال لن يكترث في كيفية صرفه للمال الحرام، لأنه لم يتعب في الحصول عليه، أو التقصِّي عن مصادره الحقيقية، ومن شبّ على التَّرف المفرط سيشب أحيانًا كثيرة على البذخ.
-عيشة الاعتدال تدوم: لا إفراط ولا تفريط في صرف المال، ومن يحكِّم عقله في طريقة صرفه ماله، ويستعد دائماً لنوائب الدَّهر يعش عيشة طيّبة باطناً وظاهراً، فطوبى لمن اِقْتَصِدْ في نفقته.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi