زين وشين
فجأة، ومن دون سابق إنذار، فقد المتقاعد الكويتي ميزة "عافية" التي ميزته على متقاعدي العالم كله، تلك البطاقة التي تجعله يعالج في أي مستشفى، أو مركز طبي مجاناً.
لا شك أن هناك شكاوى كثيرة، ومتكررة من المتقاعدين ضد الشركة، منها زيادة التكلفة، كأن تعالج بمئة دينار، وتحسب الشركة عليك المبلغ مئتين! هذا طبعاً خلاف استغلال العيادات لحامل البطاقة بزيادة الفحوصات، التي ليس لها ما يبررها، فتذهب إلى علاج عينك، فيطلبون منك فحص القلب لزيادة الفاتورة، على أساس أن "عافية" تدفع.
كذلك بطء الإجراءات حتى توافق "عافية"، على صرف دواء أوعلاج، وفي المقابل ارتفعت أسعار الدخول زيارة الأطباء على حملة البطاقة، والمراجعين الآخرين من 13 ديناراً إلى ثلاثين ديناراً، بسبب بطاقة "عافية".
كل هذا وكون المتقاعد يحمل في جيبه بطاقة "عافية" فيشعر بالاطمئنان، ولايتردد بمراجعة أي عيادة.
الوزارة تقول إن الشركة أخلت بشروط التعاقد مما اضطرها إلى إلغاء العقد، في المقابل الشركة تقول إن "قرار "الصحة" فاجأنا من دون سابق إنذار، ونحن نتلزم بشروط العقد".
ولا ندري من هو صاحبنا، المهم أننا أفلسنا من تلك الميزة، وأصبح المتقاعد يصيح "وا عافيتاه"، والبطاقة لا تزال في جيبه، وما عليه إلا أن يبلها، ويشرب ماءها، وما هي إلا سنة أو سنتين، وتصبح بطاقة "عافية" من مقتنيات المتاحف.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل فكرت الوزارة بالبديل، أم أن المتقاعد سوف يعود من جديد الى مصارعة الوافدين أمام مكتب طبيب وافد، يعطي الأولوية لربعه، وأبناء جنسيته، على حساب المتقاعد الكويتي؟
ما هو بديل "عافية"؟ نريد أن نسمع من "الصحة" تصريحاً واضحاً، لا لبس فيه، وبالخط العريض، خصوصاً، ونحن نرى الزحام الشديد في كل مركز طبي حكومي، ومستشفى، بسبب الأشقاء الوافدين، حتى "مستشفى جابر"، الذي يفترض انه للكويتيين، زاحمونا به الوافدون، وأصبحوا يبثون الفيديوهات من داخل المستشفى، وهم يتعالجون غصب على شارب الكويتي.
موضوع "عافية" يعني شريحة كبيرة من المواطنين، ولا بد من توضيح ماذا بعد إلغاء بطاقة "عافية"؟
حين صرخت المرأة المسلمة "وا معتصماه"، لبى الخليفة المعتصم نداءها على ظهور الخيل والإبل، من مسيرة أشهر، فمن يلبي نداء المتقاعد الكويتي حين صاح "وا عافيتاه"... زين.