الأربعاء 15 يناير 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 صالح بن عبد الله المسلم
كل الآراء

مُناظرة "القرن"

Time
الاثنين 16 سبتمبر 2024
View
30
صالح بن عبد الله المسلم

تابع العالم أجمع، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، المُناظرة التي جرت بين المُرشح الجمهوري، الرئيس الأميركي السابق رونالد ترامب، ومنافسته الشرسة والعنيدة كاملا هاريس مُرشحة الحزب الديمقراطي، وأمل الديمقراطيين للفوز، والبقاء في البيت الأبيض

ومن خلال الدراسات، والتحليلات، والمُتابعة يظهر لدينا جلياً ما يسعى اليه المُتنافسان من جلب الأصوات، وكيف أنهما يستميلان الناخبين للتصويت، والحصول على أكبر عدد من هؤلاء المؤيدين.

ركز الاثنان على لفت انتباه الشعب الأميركي والناخب بخاصة إلى ثلاث ستراتيجيات ومحاور تهم الشارع الأميركي، وتهم العالم بعامة أهمها الضرائب، والرسوم الجمركية، وقضية المُهاجرين.

دعونا نأخذ كل واحدة منها بالتفصيل.

فلو تحدثنا عن الضرائب، والوعود التي أطلقاها، واختلاف المسار بين الاثنين نجد ان هاريس اعتمدت على استقطاب وجذب الانتباه اليها من خلال عدم فرض المزيد منها على الطبقات المتوسطة والصغيرة، بل تكون فقط على الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، ومن هنا اتخذت سياستها لحصد أكبر عدد ممكن من الأصوات في الطبقات المتوسطة والصغيرة، وهم غالبية الشعب في أغلب الولايات.

عكس ترامب الذي ركز على الأغنياء، والطبقات فوق المتوسطة، وأنه سيتم إعفاؤهم من الضرائب كونهم أصحاب رؤوس أموال، وعموداً فقرياً للاقتصاد، فمن يكسب في هذه النقطة؟

مسألة الرسوم الجمركية تعهد ترامب بأن يرفعها بقوة على واردات الصين تحديداً، وهذه نقطة قد تكون سلبية على الأسعار والتضخم والمعيشة عموماً، وتنعكس على الفرد، ودخله بينما ركزت كامالا على التصالح والتوافق مع الصين وغيرهما، لمصلحة الاقتصاد الأميركي بعامة، ولا توجد لديها نية لفرض رسوم جمركية عالية على الواردات، وان هُناك مصالح مشتركة بين كل الأطراف، ومن هنا ستنطلق.

المسألة الثالثة والأخيرة،وهي مسألة الهجرة والمُهاجرين، التي دوماً يركز عليها ترامب، وقال في حديثه إنهم "يأكلون الحيوانات"، وهو من أشد المُحاربين لوجودهم، بينما تركز كامالا في حملتها على الفوائد المرجوة من وجودهم، وأنهم يحققون مكاسب اقتصادية، ويوفرون الوظائف من خلال مشاريعهم، الصغيرة والمتوسطة، خصوصا، أن اكثر من 75 في المئة من الاقتصاد الأميركي يقوم على المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

فهل تنجح كامالا، وهذا هو توقعنا، وتدخل البيت الأبيض، وتكون أول سيدة أميركية إفريقية تتربع على كرسي البيت الأبيض، أم يكون للأيام المقبلة قول آخر وللدولة العميقة دور كبير كالعادة، في اختيار من يكون بيديه مفاتيح البيت الأبيض؟

كاتب سعودي

آخر الأخبار