حوارات
يُفرِط المرء في حُسن ظنّه بالناس، عندما تزيد طيبة قلبه عن الحدّ المنطقيّ، ويستمر في المبالغة بذلك، ويرفض التعلّم من أخطاء الماضي، حتى يصبح عرضة للاستغلال.
ومن بعض دلائل، وأسباب، وعواقب الإفراط في حُسن الظّن، وكيفية التخلّص من هذه العادة السلوكيّة السلبيّة، نذكر ما يلي:
- دلائل وأسباب وعواقب الإفراط في هذا الأمر: العلامة البارزة للإفراط في حُسن الظّن هي طيبة القلب الزّائدة عن الحدود المنطقية التي تفرضها البيئة المحيطة، اذ ينغمس بعض الناس في هذا السلوك المبالغ عندما يضعف لديهم تقدير الذّات.
وعندما يرفضون التعلّم من تجارب الآخرين، لا سيما تجارب خيبات الأمل، وخذلان الأحبّة والأصدقاء، وما تعرّض له البعض من خيانات وغدر مفاجئ ممّن أفرطوا في حسن الظّن تجاههم.
وكلما طغت العفويّة المفرطة على عقل الفرد ضعف حذره ممّن يجب الحذر منه، ومن عواقب الإسراف في حسن الظّن، تلقّي الصّدمات النفسية المتوالية، وما تؤدي إليه من إضعاف لعقل الإنسان، وفقده ماله ومكانته بين الناس.
وطغيان السيّئين على من لم يتعلّم من تجارب الحياة، ومن يتوقّع حسن الجزاء على حسن ظنّه في بيئة يكثر فيها التنافس السلبيّ، وفساد النوايا، وتضعف فيها الروابط الاجتماعية، وتكاد تختفي فيها ثقافة الإيثار، ربما يستحق ما سيحدث له. - التخلّص من إفراط حسن الظّن: الآخر ستكون له دائماً أهداف معلنة وأهداف خفيّة، وبتثبيت الحدود الشخصية، وإبلاغ، أو تحذير الآخر بعدم تجاوزها، وبالتخفيف من التأثّر المُفرِط بمشاعر الآخرين ما دام ما يقوله، ويفعله المرء لا يضرّهم.
وبعدم إشراك الإنسان نفسه في حلّ مشكلات لم يتسبب بها، وبعدم التبرّع بالوقت الخاص لمن لا يستحق، والتخفيف من الكرم النفسيّ الزائد عن الحدّ، وبالبِرِّ بمن يستحقّ فقط، وبعدم البِرِّ بمن لا يستحق، وامتلاك مهارات الاعتماد على النفس، وإدراك حقيقة أن سوء الظّن يكون أحياناً كثيرة عصمة في عالم اليوم المضطرب، وشدّة الحذر ممن أخطأ بحقّ الإنسان أكثر من مرّة، وعدم كشف الأوراق الشخصية، السريّة والمهمة، لكل من يهبّ ويدبّ في حياتنا الخاصة أو العامة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@