زين وشين
أوضاع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، عامة، تسير عكس اتجاه الدولة، باجماع جميع الآراء المحايدة، والاهم غير المنتمية، وليست لها ميول لصالح الحزب الذي يسيطر على هذه الوزارة، ويعتبرها بيضته التي تبيض له ذهباً، لذلك يشدد القبضة عليها.
وكلما خرج منها حزبي حل محله حزبي آخر، فكوادرهم معدة سلفاً في الوقف والأوقاف في الصفين الثاني والثالث، حتى إلى العاشر، ومن يخالفهم يتحالفون ضده، حتى يقيدوا حركته، فيضطر إلى التقاعد، او الهرب، ومن يتحالف معهم يناله من بيض الدجاجة جانب!
وضع الوزارة، يقول أحد رأيين، فإما ان يكون الوزير غير قادر على القضاء على الفساد في هذه الوزارة، وان الحزب المسيطر، او المحتل للوزارة، اقوى بكثير من الوزير، والشق اكبر من الرقعة، او ان الوزير مغلولة يده، وليس مسموح له بالاصلاح، وهذا مستبعد.
الشيخ محمد الخالد تسلم "الأوقاف" بالإنابة ستة أشهر، استطاع ان يفعل ما لم يستطع غيره فعله خلال أربع سنوات، وارتجفت قواعد "الاخوان".
الوزارة محتلة من الوافدين المحسوبين على الحزب، ولا يستطيع احد ان يحركهم، او يستغني عن خدماتهم، او يطبق الاحلال، ويستبدلهم، فقد كتب الحزب عليهم ممنوع اللمس!
هم المتحكمون في كل شيء، حتى في خطب المساجد، بل في المساجد كلها، بعد ان حولوها مكائن تفريخ لمناصري الحزب، وما على من يريد الاصلاح إلا ان يراجع الخطب، التي يشرقون ويغربون فيها، عكس توجهات الدولة، فبالأمس صلوا على الغائب، وبعده يدعون على من طبّع مع اليهود، متناسين ان قطر والإمارات والبحرين، وهي دول شقيقة لنا طبعت، فهل مطلوب منا ان نقول "آمين" لمن يدعو على اشقائنا؟
نظرة فاحصة داخل أغلب مساجدنا، ترى فيها طاولات الاجتماعات، والمكاتب داخل المسجد، تعرف ان هناك أمراً مريباً، ونظرة اخرى إلى الغرف التابعة للمساجد، تجد أنها استغلت في غير الغرض المخصصة له!
بالأمس القريب راتب موظف متوفى، ينزل في حساب منتمٍ لوافد، ولا يعرف من يتشارك معه، حتى لو شكل الوزير لجنة تحقيق، فالفساد وصل حتى المناديل، التي تشترى للمساجد، أليست البيضة التي تبيض ذهباً... زين؟