زين وشين
مؤسف حقاً أن ينسى أحدنا مخافة الله سبحانه، ويشرّق ويغرّب، ويخوض في حديث لا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة.
طامة كبرى حين يعمي أحدنا الحقد، ويركب مركب الشماتة من دون خوف من الله.
الموت حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها، المؤمن وغير المؤمن، ومن لم يتعظ بالموت، فبماذا سوف يتعظ؟ ألم يُقَل: كفى بالموت واعظا؟
استغرب من كم الشماتة الذي رأيناه، وقرأناه في وسائل التواصل الاجتماعي اخيراً، و بعد وفاة شخصية مهمة لم يعد بحاجة إلى شهاداتهم، والله وحده هو الذي يعلم ما لا يعلمه الناس، لكن المشكلة أن البعض لم يترك ما لله لله، وسمح لنفسه بأن يتجاوز، بل ويصدر الأحكام!
يعلم الله سبحانه أن الشماتة ليست من شيم الكرام، ولا تدل على سمو الأخلاق، إلى درجة أن البعض من الشامتين تجرأ حتى على الخالق عز وجل، ووضع نفسه بمكان رب العزة والجلال، وأخذ يحاسب المتوفى، ويصدر عليه الأحكام، وفي ذلك جرأة على الخالق سبحانه، الذي بيده الحساب والعفو، والعذاب، ولا يغيب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء.
ما الذي أوصلنا إلى هذه الحال المتردية؟، وما الذي جعل مجتمعنا يأكل بعضه بعضاً، ويشمت الأحياء منا بالأموات؟
ألا يعرف أحدنا أنه سوف يموت، وأن الحرمات قصاص، إذا الإنسان أفضى أمره إلى ربه؟
فلماذا لا نترك الأمر لله، ونترك عنا الخوض بالأعراض، أيحب أحدنا أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه؟
ولماذا لانترك الهرج والمرج، والأخذ والرد، وإصدار الأحكام، وكأن مفتاح الجنة والنار بأيدينا؟
كلنا نعلم يقيناً أنهم السابقون، ونحن اللاحقون، وأن ما يجري عليهم سوف يجري علينا، شئنا أم أبينا، عاجلاً أو أجلاً.
خافوا الله بأنفسكم، وتجنبوا بحر الشماتة الأظلم، الذي نهايته وخيمة، ومن خاض به فلا بد أن يغرق بظلماته.
ولا تظلم فالظلم ظلمات، ولا تضع نفسك في موضع لا يرضاه الخلق والخالق، فالحكم بالنهاية لرب العالمين، إن كان للمتوفى حسنة اذكروها، وإلا فالصمت، فلن يندم الصامت على صمته، انما سوف يندم الشامت على شماتته...زين.