الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

الاغتيالات الإلكترونية

Time
الأربعاء 18 سبتمبر 2024
View
110
م. عادل الجارالله الخرافي

كانت ضربة إسرائيلية إجرامية موجعة تلك التي أطلق عليها "حرب البيجر" الإلكترونية، راح ضحيتها عدد من الشهداء ومئات من الجرحى في وقت لا يزال العالم يترقب رد الفعل الإيراني، بشأن مقتل إسماعيل هنية في طهران.

كانت تلك التفجيرات مفاجأة غير متوقعة، استخدمت فيها الاستخبارات الإسرائيلية أحدث الأساليب التكنولوجية في ارتكاب الجرائم، مضيفة بذلك أساليب إجرامية جديدة لسجلها الحافل بذلك.

كان أسلوباً جديداً في تنفيذ الاغتيالات باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة، وهي دون شك رسالة إلى الجميع أن إسرائيل تستطيع الوصول إلى من تريد، من دون رادع من المجتمع الدولي، ويثبت ذلك مسلسل الاغتيالات لقيادات بدءاً من سليماني مروراً بهنية وصولاً لاغتيالات الـ"بيجر".

ومن المتوقع، والحالة هذه، أن تصعِّد إسرائيل عملياتها الاغتيالية لأعلى سلم المقاومة، ولا يبدو أن هناك رد فعل موازياً يضع حداً لها، مما يضع المواطن العربي في حالة من القلق والحيرة، وخصوصا حيال مستقبل الاستقرار في لبنان، والقضية الفلسطينية. إن تطورات الصراع العربي- الإسرائيلي، ودور إيران فيه، وضع مستقبل السلام في المنطقة في منعطف خطير، إن لم يكن قد ألغى كلياً السلام في المنطقة ومشروع الدولتين، فهل الدول العربية جاهزة لمثل هذه التطورات، وهل تستطيع أن تكفل الحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين في ظل ذلك؟

إن الموقف العربي الرسمي منذ بداية الأحداث في غزة، وصولاً إلى الاغتيالات الأخيرة، لم يتجاوز الاستنكار والشجب، وهذا لن يضع حداً للمغامرات الإسرائيلية، ولا يؤدي إلى سلام عادل في الشرق الأوسط، وهو أشبه بالإقرار الضمني لاستدامة الوضع الحالي.

وهذا بحد ذاته يضع حكومات الدول الإسلامية بين مطرقة تجاوزات إسرائيل وسندان الضغط الشعبي الكبير، لوضع حد لممارساتها الإجرامية، وربما يكون لهذا الوضع نتائج وعواقب كبيرة.

آخر الأخبار