حوارات
"وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا"
(النحل 18).
سيعجز الإنسان عن إحصاء، أو شكر نِعَمْ الله عزّ وجلّ عليه، لأنها لا تُعَدُّ ولا تُحصى، لكن ربما سيجدر به، في عالم اليوم، المضطرب أن يحرص على تذكير نفسه والآخرين بها، بهدف شكرها والحفاظ عليها، فيستعمل دفتراً أو كراسة، أو حتى في ملف معين في هاتفه الذّكي، يدوِّنُ فيها يومياته،لا سيما ما هو ممتنٌّ وشاكر له، من أفضال ونِعَمْ، ولطائف إلهية عليه، وهو سلوك إيجابي سيساعده على عيش حياة مطمئنة.
وعن كيفية تدوين نِعَمْ الله تعالى، وكيفية الإستفادة من هذا السلوك الإيجابي في حياته الخاصة والعامة، نذكر ما يلي:
- تَدْوين نِعَمْ الله: يُسجِّل شاكِرُ نِعَم الله تعالى على الورق، أو يكتب في هاتفه كل يوم ما يتمتّع به من نِعَمْ، وأفضال ولطائف إلهية خفيّة تنكشف له كل يوم، من أجل تذكير نفسه بها، ولبثّ المزيد من التفكير الإيجابي في حياته، ولتحقيق الاستقرار النفسي في عالم مضطرب زادت فيه عدوى الاكتئاب والتفكير السلبيّ والقدوات السيّئة.
وربما حري بالمرء أن يبدأ كل صفحة من يوميات النِّعَم باستعمال الكلمات التالية: "أنا مُمتَنٌّ لامتلاكي أو لتمتّعي بالنِّعمَة التالية"، فيذكر الشخص ما لديه حالياً من نِعَمْ مادية، ومعنوية، وأخلاقيّة، ظاهرة أو خفيّة، وكلما زاد تدوينه للنِّعَمْ اِغتَنَى الفرد ظاهراً وباطِناً.
-فائدة تدوين النِّعَم: يصاب الإنسان أحياناً بالإكتئاب لأسباب ذاتيّة، أو خارجية مختلفة، مثل اضطراره للاحتكاك ببعض النفر الأحمق، أو السيىء، وستفيده قراءة مذكَّراته اليومية عن نِعمِ الله تعالى عليه في تذكّر ما هو عليه من نِعَمٍ وخيرات كثيرة جدًّا.
ولعدم اليأس من النفس عند التعرّض لظروف حياتية قاسية، وعلى سبيل المقارنة الإيجابية مع الآخرين، فما يتمتّع به فرد من نِعَمٍ خفيّة، ربما يفتقدها ويتمنى الحصول عليها شخص آخر، ولترسيخ القناعة في القلب المتقلِّب وفي العقل المتحيِّر أثناء التعرّض لإغواءات الحياة الماديّة، ولبثّ التفاؤل في الحياة، " "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" (الضحى 11).
كاتب كويتي
DrAljenfawi@