الاثنين 23 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'الموساد'... تاريخ طويل في عمليات القتل المعقدة على أراضي الغير
play icon
الدولية

"الموساد"... تاريخ طويل في عمليات القتل المعقدة على أراضي الغير

Time
الأربعاء 18 سبتمبر 2024
View
20
من اختطاف أيخمان إلى اغتيال أكبر عالم أسلحة نووية في طهران عبر الأقمار الاصطناعية إلى هجوم الـ"بيجر"

عواصم - وكالات: إلى الأضواء، أعادت حرب الـ"بيجر" التي شنها جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" ضد "حزب الله" اللبناني أول من أمس، فهو تاريخ طويل من العمليات المعقدة على الأراضي الأجنبية، حيث اكتسب الجهاز الإسرائيلي شهرة واسعة بعد نجاحه في تنفيذ عملية جريئة في عام 1960 للقبض على أدولف أيخمان، أحد كبار المسؤولين النازيين ومهندسي الهولوكوست، وبعد أن وصل إلى "الموساد" معلومات تفيد بأن أيخمان، الذي فر من ألمانيا في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، كان يختبئ في بوينس آيرس، الأرجنتين، أرسلوا محققًا رفيع المستوى للبحث عن أدلة. وتم تحميل إسرائيل مسؤولية هجوم أول من أمس المدمر الذي أسفر عن مقتل 12 وإصابة نحو 2880 في اكبر ضربة توجه إلى "حزب الله"، حيث سادت الضواحي الجنوبية لبيروت ووادي البقاع وجنوب لبنان مشاهد من الفوضى والهلع، بينما أُصيب 14 شخصًا في سورية المجاورة جراء الانفجارات، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأصيب نحو 2800 في جميع أنحاء لبنان، بينهم نحو 300 في حالة حرجة، بعدما انفجرت أجهزة بيجر كانت تستخدمها جماعة "حزب الله" على مدار ساعة واحدة، وأشارت التقارير إلى أن الهجمات المروعة التي شهدها لبنان وسورية كانت نتيجة تعاون بين وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" والجيش الإسرائيلي، حيث تم زرع المتفجرات في أجهزة البيجر.

وبالعودة لتاريخ "الموساد" مع العمليات المعقدة، فإنه بعد أسابيع من التحقيق، تمكن عناصره من تحديد موقع النازي أدولف أيخمان الذي كان يعيش تحت اسم مستعار "ريكاردو كليمنت" في العاصمة الأرجنتينية ويعمل كعامل، حياة هادئة وسلمية تناقضت بشكل صارخ مع البؤس والمعاناة التي تسبب فيها لملايين الأشخاص، وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، دافيد بن غوريون، بعد تقييمه أن الأرجنتين من غير المرجح أن تسلم أدولف أيخمان بشكل رسمي، تكليف "الموساد" باختطافه وجلبه إلى إسرائيل ليُحاكم على جرائمه.

وفي 11 مايو 1960، اقترب عملاء "الموساد" من أيخمان عندما عاد إلى منزله من العمل عبر الحافلة. سألوا إن كان لديه لحظة من الوقت، قبل أن يطرحوه أرضًا، ويضعوه في سيارة ويغطوه ببطانية، ثم نقلوه إلى منزل آمن كان مجهزًا مسبقًا، ومن ثم بقي أيخمان هناك لمدة تسعة أيام بينما كان المحققون يعملون على التأكد تمامًا من هويته. بعد ذلك، تم تخديره ووضعه على متن طائرة "إل عال" بجواز سفر مزور ونقله إلى إسرائيل، حيث تمت محاكمته على جرائمه، ورغم أن أيخمان يُعتبر المثال الأكثر شهرة لهدفٍ للموساد، إلا أن الوكالة نفذت العديد من العمليات البارزة الأخرى، وبعضها كان أكثر دموية.

وكانت أحد أبرز العمليات في عام 2020، بعد فترة وجيزة من اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة، حيث نفذ "الموساد" عملية اغتيال المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني، محسن فخري زاده، وكان فخري زاده يقود برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، وكذلك جناح البحث والتطوير العسكري.

وفي 27 نوفمبر 2020، تم اغتيال محسن فخري زادة أثناء قيادته على طريق ريفي بالقرب من طهران، ورغم أن التفاصيل الدقيقة لمقتله لا تزال محل نقاش، يُعتقد أنه قُتل بواسطة رشاش آلي يعمل عن بُعد وُضع على ظهر سيارة توقفت بجانب سيارته، وبحسب ما ورد، أصيب فخري زاده بـ13 رصاصة من مسافة 150 مترًا، قبل أن تنفجر السيارة التي كانت تحمل السلاح، وفقًا لرواية أكدها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

ويتردد أن "الموساد" إلى جانب الجيش الإسرائيلي تورطا أيضًا في تفجيرات أجهزة البيجر الخاصة بعناصر "حزب الله" اللبناني أول من أمس، حيث يُقال إن جهاز الاستخبارات والجيش الإسرائيلي قاما بتعبئة أجهزة البيجر، التي طلبتها جماعة "حزب الله" من شركة تايوانية تُدعى "جولد أبولو" بكمية تتراوح بين أونصة أو اثنتين من المواد المتفجرة، بالإضافة إلى مفتاح تفجير، وتم تفعيل المفجرات في نحو الساعة 3:30 مساءً بالتوقيت المحلي بعد تلقي رسالة بدت وكأنها صادرة عن قيادة "حزب الله"، ولكن بدلاً من ذلك، قامت الرسالة بتفعيل المتفجرات.

وأظهرت لقطات فيديو من داخل سوبر ماركت في بيروت اللحظة التي أرسلت فيها إسرائيل رسالتها المميتة، حيث شوهد أحد مقاتلي "حزب الله" مرتبكًا يرفع قميصه داخل السوبر ماركت بعد تلقيه رسالة على جهاز البيجر الخاص به، الذي أضاء فجأة، وحدّق في الجهاز للحظة قبل أن ينفجر، مما أدى إلى انهياره على الفور وسط حالة من الذعر بين العاملين في السوبر ماركت والمتسوقين الذين فروا مسرعين.

وعلى الرغم من أن إسرائيل ربما كانت تهدف إلى استهداف مقاتلي "حزب الله"، إلا أن نحو ثلاثة آلاف شخص، العديد منهم مدنيون، أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة لسلسلة الانفجارات، وأظهرت لقطات فيديو مروعة داخل المعاهد الطبية في العاصمة اللبنانية بيروت الآثار الوخيمة لهذه التفجيرات المتزامنة، والتي حملت حكومة لبنان و"حزب الله" مسؤوليتها لإسرائيل.

آخر الأخبار