الخليجيّ المؤدلج: اِقْضب لسانك واِبْلَع العَافِيَة

حوارات

يشير مصطلح "اقضب لسانك" الى إمساك اللسان عن التفوه بالمهاترات، وكفّ المرء نفسه عن النطق بما ليس في مصلحته، ويبلع الإنسان العافية عندما يحمد الله عزّ وجلّ ويشكره على نِعَم الأمن، والاستقرار الاجتماعي، والسياسي في مجتمعه الوطني.

يتّجه المرء العاقل إلى التمتّع بشكل صحيح بنِعَمْ الأمن والطمأنينة، التي يحصل عليها بشكل طبيعي في مجتمعه الوطني التقليدي والمستقر.

ويدلّ مصطلح "الخليجيّ المؤدلج" على كل من تأثّر فكرياً بالأيديولوجيات، الخارجية والأجنبية، وبدأ يعمل ضدّ مصالح واستقرار وطنه الخليجيّ.

وفي سياق ما يحدث حالياً من فتن، وقلاقل، واضطرابات في العالم اليوم، لا سيما ما يحاك من مؤامرات، شبه مؤكدّة، ضد دول "مجلس التعاون"، حريٌ بالخليجيّ المثقّف، والمتعلّم، الامتناع عن الإنصات إلى الشعارات الهدّامة للأيديولوجيات الأجنبية والخارجية، لبعض الأسباب التالية:

-المؤامرات ضدّ دول الخليج العربي: لن يصعب على الفرد المثقّف تثقيفاً صحيحاً، لا سيما من يتمتّع بقدر مناسب من الاستقلالية الفكرية أن يستقرئ، أو حتى يستنبط ما يحدث في عالم اليوم، الذي انتشرت فيه النزاعات الدموية بين القوى العالمية، الهادفة إلى السيطرة على الثروات الطبيعية في دول الخليج العربي، ولاستغلال مواقعه الستراتيجية لخدمة مصالح، عسكرية واقتصاديّة، معيّنة على حساب استقرار واستقلالية دول الخليج.

ومن دلائل المؤامرات التي تحاك ضدّ دولنا، سعي المنظّمات الأيديولوجية، الإقليمية والعالمية، إلى تجنيد أكبر عدد من العقول الخليجيّة، وأدلجتها ضدّ مجتمعاتها، ودولها المستقلة.

- الخليجيّ المؤدلج مطيّة الأعداء: فهذا الإنسان الذي وقع تدريجياً ضحية لغسيل الدماغ على أيدي منظّري الايديولوجيات الخارجية حتى تمّ تغيير الطبيعة المسالمة لعقله الباطن للعمل ضدّ وطنه، وتمّ استبدال قيمه، ومبادئه الشخصية، بمبادئ وقيم أجنبية تتعارض بشدّة مع تقاليد وعادات مجتمعه المحافظ. ومن علامات تحوّل المؤدلج مطيّة لأعداء وطنه هو نشره لأفكار خارجية هدّامة في المجتمع الخليجي المحافظ، بهدف زعزعة أمنه الداخليّ، وتقويض نسيجه الاجتماعي، وتسهيل سيطرة الأجندات الخارجية على الشؤون الداخلية، والمصالح الوطنية، فهل من مُتَّعِظ ؟

كاتب كويتي

@DrAljenfawi