تَوقّفْ عَنْ تَغْذِيَة الغَمّ وَالهَمّ!

حوارات

يغذّي بعض الأفراد باختيارهم، وأحياناً لا شُعُورِيًّا، ما سيجلب لهم الغمّ والهمّ عبر هدر طاقاتهم، الذهنيّة والنفسيّة، في السعي إلى إرضاء أشخاص معيّنين.

فما سيرفع ضغط الدمّ، ويسبب الإصابة بمرض السُّكّري، وربما يتسبب بالسكتة الدماغية، أو الإصابة بالاكتئاب المرضي، هو كل ما يوجد خارج جسد الإنسان، وما يأتي من بعض الأشخاص والظروف والأحوال السلبيّة، التي يتوجّب على المرء العاقل التوقّف عن تغذيتها، لأنها ستجلب له الغمّ والهمّ والاكتئاب، ولهذا نذكر ما يلي:

-القريب الحاسد: يجدر بالمرء العاقل أن يتوقّف عن مواصلة علاقته مع قريب الدّم، أو النسب، الذي تكشف زلّاته السلوكيّة عن حسده وبغضه له,

فما يدفع بعض الأفراد الطيّبين إلى الإفراط بوصل من يقطعهم ويغتابهم، ويعرفون أنه يسعى إلى تخريب حياتهم، هو ظنّهم أنه حريّ بهم البرُّ بكل ذوي القربى، أو مبادلة سيئاتهم المتعمّدة بحسنات، لكن سيؤدّي هذا التفكير العفوي إلى ما لا تحمد عقباه، فبدلاً من إطفاء نيران حسد وبغض القريب الحاسد، يعمد الضحيّة إلى إلقاء المزيد من الحطب في نيران قلوب تحترق غيضاً عليه.

-تغذية قبول ورضى الآخرين: الاهتمام المُفرِط للحصول على قبول ورضى كل الناس يجلب الهمّ المستمر، ومن يتعمّد الاستمرار في هذا السلوك المدمّر يُفقِر بيديه تقديره لذاته، ويقلّل من قيمته، ويُشبع بدلاً عن ذلك استخفاف الناس به.

-توقّف عن مجادلة الحمقى: السبب الأبرز للإصابة بالغمّ والهمّ، والقلق المستمر هو انغماس الإنسان في مجادلات ونقاشات عميقة مع الحمقى، ومن يشابههم من السفهاء والمعتوهين والجهلة، فالأحمق يجهل عليك ويحمِّقك وسيؤذيك بلسانه، وبهمزه وبلمزه، وسيتسبب لك بالطبع بكل أنواع الهموم والغضب تجاه نفسك لأنك ستدرك بعد مجادلتك له بأنّك أوقعت نفسك في مستنقع آسِن.

-التملّق لأصحاب المال والنفوذ: لا يتذلّل الإنسان الذي يحترم نفسه لأصحاب المال، أو السطوة، أو النفوذ في أي حال من الأحوال، لأن هذا السلوك المتذلّل سيجلب له الشعور بكراهية النفس، والهمّ المستمر، وحري بكل كريم نفس أن يفعل المستحيل لاكتساب المهارات الحياتية الضروريّة، التي ستجعله في غنى تام عن الاتكّال على الآخرين.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@