الجمعة 11 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

يا كثر السرقان

Time
السبت 21 سبتمبر 2024
View
360
طلال السعيد
زين وشين

السرقان، جمع سروق، والسروق هو الحرامي أو اللص، لا فرق، وما يلفت النظر هو كثرة السرقان، والمتهمين بسرقة المال العام، ففي كل صباح نقرأ خبراً جديداً عن إحالة سروق للنيابة، حتى من أكثر الإدارات حساسية.

أما إذا كان من سرقان الجمعيات التعاونية فالإحالة تكون جماعية وبالجملة، تشمل كل مجلس الإدارة، وقد تكون الإحالة بأثر رجعي، فيحال المجلس السابق، والحالي، وغالباً ما تكون الإحالة صحيحة، وتصدر ضدهم أحكام.

أما في حالة الموظفين العامين فحدث ولا حرج من كثرة السرقان، إذ يتبادر إلى ذهنك أن كل من كانت بعهدته أموال للدولة سطا عليها، ولاحول ولا قوة إلا بالله.

بالتأكيد هناك من يخاف الله بنفسه ووطنه، ويحافظ على الأمانة، لكن لماذا هذا الكم الهائل من السرقان، هل هو بسبب ضعف الرقابة، أم ضعف النفوس، أم أن المال السائب يشجع على السرقة؟

كانت السرقات في السابق تحصل من بعض الوافدين، الذين ما يلبث أحدهم أن يهرب إلى بلده، وهناك يضيع في وسط الزحام، ثم امتدّت العدوى إلى المواطنين، وأصبح عندنا اكتفاء ذاتي بالحرامية والسرقان، وغطت سرقاتنا على سرقات الوافدين!

خذ عندك ملحق عسكري في إحدى السفارات استولى على مليون دولار، هذا وهو عسكري، فما بالك لوكان مدنياً، فهل خلت وزارة الدفاع من الضباط الأمناء الأكفاء، أم أن من توسط لهذا الضابط، لكي يكون ملحقاً عسكرياً هو من شجعه على الاستيلاء على المال العام، مع العلم أن هذه الوظيفة بالذات، لا يحصل عليها إلا كل ذي حظ عظيم، ومدعوم من نائب ذي نفوذ؟

وكما نمى الى علمي فان "نزاهة" تستلم يومياً بلاغات عن تجاوز على المال العام، بعضها تصيب، وبعضها تخيب، كما أن محكمة الوزراء لا تخلو من قضية وزير متهم بالاستيلاء على المال العام، تخفيفا عن وصفه بالسروق، والا فهو سروق بمرتبة وزير!

وهناك بالفعل وزراء يقضون فترة عقوبة في السجن المركزي بتهم مماثلة، ثبتت عليهم، وهناك من هو متوار عن الأنظار، ومن هو هارب الى خارج البلاد، وعليه القاء قبض، وهو من ضمن حسبة السرقان اياهم، الذين استباحوا المال العام، وخانوا القسم، فما القصة الحقيقية وراء كثرة السرقان؟

باختصار شديد، المجتمع هو السبب فلم تعد دواويننا ومنتدياتنا تنكر المنكر، وكل صاحب مال يصبح محترماً بين الناس، بغض النظرعن شخصيته، وعن مصدر أمواله، حتى لو كان الجميع يعلم علم اليقين أنه سروق.

عكس ما كان عليه مجتمعنا في السابق، حين كان السروق "ما يصب له الفنجال"، فكان المرء يخاف الخالق، ثم يخاف الخلق، ويداري اسمه واسم عائلته.

المؤسف حقاً أننا تغيرنا، فتغيرت أخلاق الناس، ولم يعد أحد يراعي ذمته، فالمهم أن كم يكون رصيده في البنك، فهو سوف يحترم على هذا الأساس...زين.

آخر الأخبار