خلال محاضرة ألقتها في مكتبة "تكوين"
ألقت الباحثة في أدب الطفل وأنثروبولوجيا التربية وجدان سعد الديحاني، في مكتبة "تكوين" محاضرة بعنوان "هل استُعمر الطفل العربي؟: فلسفة أدب الطفل بين الهوية والعولمة المحلية".
وتطرقت الديحاني في ورقتها البحثية إلى تاريخ أدب الطفل العربي ونشأته وتطوره، والعولمة المحلية التي بدأت أساسا في الأدب العالمي، حيث ترجمة ودبلجة العديد من قصص الأطفال عن طريق العولمة المحلية.
وأوضحت أن أدب الطفل بدأ من مصر عن طريق كامل الكيلاني، وهو كاتب وأديب مصري اشتهر بأعماله الموجهة إلى الأطفال، وأيضا أحمد شوقي، ثم أتى بعد ذلك أدب الدوبولاج عن طريق طارق عربي طوقان في مركز الزهرة، وقبله كانت مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية، حيث ألّفت برنامج "افتح يا سمسم"، و"حكايات عالمية"، و"عدنان ولينا" وغيرها، موضحة أن ذلك يدخل من ضمن أدب الطفل العربي.
وتحدثت المحاضرة عن أهمية أدب الطفل في الوقت الحالي وهل التكنولوجيا طغت على أدب الطفل، لتقول: "ليس فقط التكنولوجيا أثرت على أدب الطفل، ولكن أيضا الفكر الغربي طغى كثيرا على الدول العربية، فأطفالنا يعرفون Sinbad وليس السندباد، ويعرفون Aladdin وليس علاء الدين، ولا يعرفون قصصنا وحكاياتنا ومنها قصص القرآن، فهم يعرفون القصص والأدب العالمي بأسماء عالمية والأفكار العالمية، وقبل التكنولوجيا كان الطفل العربي مستعمراً فكرياً وثقافياً قبل أن تأتي التكنولوجيا، وهي زادت الأمر سوءا، فالعالم الآن توجّه إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وصعب حاليا دخول عالم الطفل لأن أميركا سيطرت عليهم من خلال ديزني ونتفليكس".
أما عن أدب الطفل في الكويت فقالت: "لدينا كتّاب كثر منهم الكاتبة بزّة الباطني وهي بالنسبة لي أفضل كاتبة بدأت مبكرة في كتابة أدب الأطفال، ولديها قصص جميلة في هذا المجال، وأتمنى أن تدعم في المنهج التربوي، لأنه لو كان هناك مقرر واحد يدعم فيه الفكر العربي، والفكر الكويتي بشكل خاص عن طريق الباطني وغيرها، لاكتسب الطفل حصيلة معرفية ولغوية وأيضا بيئة، لأن الطفل نتاج بيئة وأطفالنا لا يعرفون بيئتهم، فهم يعرفون الخارج أكثر من الداخل".
وأشارت الديحاني أنه "على الصعيد المحلي بدأ أدب وعالم الطفل منذ حوالي عام 1967 إلى عام 1995، فكان هناك دوبلاج رائع عن طريق د.فائق الحكيم رحمه الله الذي قام بدور رائع في إنتاج برامج كارتونية للأطفال، ذلك لأن أطفالنا تحب أن تشاهد لا تقرأ فكانت هناك حكايات عالمية على سبيل المثال، أما الجيل الحالي فلا يوجد أي شيء فهم نتاج نتفليكس وديزني فقط".
وأوضحت أن تحبيب الأطفال في أدب الطفل، يأتي عن طريق مزج البيئة المحيطة بهم من خلال القصص والروايات اليومية، وأضافت: "لا نستطيع أن نلقى اللوم على الأم والأب، فهناك دور للمدرسة، لذلك ألقى اللوم على التعليم في المدرسة لأنه حتى الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس الأجنبية يتعلمون الأدب الأجنبي وليس العربي، لذلك اقترح على وزارة التربية إدخال مادة القراءة والمطالعة ونختار منها كلاسيكيات الأدب العربي الذي بدأ بأحمد شوقي وغيره، وأيضا على الصعيد المحلي لدينا بزة الباطني، وأسماء كبيرة، لكنها لم تظهر للنور لأن الطبعات العالمية قوية وألوانها براقة وجميلة.