الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

فكرة مجنونة للحل في لبنان

Time
الاثنين 23 سبتمبر 2024
View
70
م. عادل الجارالله الخرافي

لنتحدث بصراحة، وربما تكون الفكرة مجنونة إلى حد ما، لكن كعربي، أحب لبنان وتنوعه، ففيه حرية الرأي تصل إلى حد الفوضى، ويمكنني أن أطرح رأيي.

لكن قبل ذلك ثمة سؤال لا بد من الإجابة عليه وهو: المقاومة مرحلة وليست قدراً، وبالتالي لا بد من مؤسسات تؤدي الواجب المتروك في هذا البلد العربي الشقيق إلى جماعة، أو حزب، أو سمها ما شئت، لهذا كيف لبلد لا رأس له أن يستمر، فهذه أعجوبة، أو اختراع لبناني بحت، فرئيس الجمهورية، هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو أيضاً الذي يفاوض، فيما الجيش، هو الساهر على حدود بلاده، وأيضا الشرطة وبقية الأجهزة الأمنية تحفظ الأمن الداخلي، وهذا هو الصحيح في أي دولة، إلا في لبنان.

فالحكومة هي لتصريف الأعمال منذ نحو سنتين، والجيش ممنوع من أن يؤدي واجبه، لحسابات كثيرة، لن أدخل في تفاصيلها، فيما حزب واحد لديه القوة التي تضاهي بعض الدول، وهو يحتكر المقاومة منذ عقود، بل أمينه العام يحدد الأهداف، وأحياناً يفرضها على الحكومة، والنواب!

لذلك مهما كانت قوة المقاومة، فإنها تكون عارية، لأنه لا إجماع عليها، ورغم أن ذلك شهدته كل الدول التي خضعت للاحتلال، إلا أن الانقسام لم يصل إلى الحد الذي يهدد بحرب أهلية ثانية كما في هذا البلد، فهو يعيش أزمات مفتعلة منذ العام 1991، بالاقتصاد، والمجتمع والسياسة، ما يعني أنه لا يمكنه تحمل أي عدوان، فكيف إذا كانت حرباً يشنها عدو فاقد كل القيم، ولديه ضوء أخضر من دول عظمى؟

إلى اليوم، تعرض الشعب اللبناني لمجازر عدة، اخرها ما جرى الأسبوع الماضي وأمس، ويرى هذا الشعب، على اختلاف طوائفه، وأحزابه الكثيرة أنه مهدد بالذوبان، ولا قدرة له على مواجهة اعتى قوة إجرام على وجه الارض.

فيما في المقابل لا تستطيع المقاومة التغلب عليه، مهما آذته، وكيفما هددت الاقتصاد الإسرائيلي، وهذه حقيقة، لكنها ليست دعوة إلى الاستسلام، أو التخلي عن حق لبنان بالمقاومة.

لكن لا بد من صوت لبناني، لا مع الغرب ولا الشرق، يعمل بعقل على الاتفاق على بناء دولة، وأن يكون الجيش وحده سيد القرار في المسائل الدفاعية، وليس عيباً أن يضم إليه عديد "المقاومة"، وسلاحها يكون تحت إمرته.

ربما هناك من يقول إن اللبنانيين مختلفون على من بيده القرار الحرب والسلم، هل يكون لرئيس الجمهورية ومعه مجلس الدفاع، أو الحكومة مجتمعة، أو مجلس النواب، فيما هناك أخرون يرون الحياد هو الحل.

كل هذه الأفكار يجب أن تكون مطروحة على الطاولة، إذا كانت النوايا صافية لأن في لبنان يبدو أنهم يعملون بمثل الشعبي الخليجي "كلن يحاول تقريب النار من قرصه"، وهو يدل على الانتهازية وتغليب المصالح الخاصة على الشأن العام، وهذا لا شك مبدأ فاسد إذا تعلق الأمر بمصير شعب ودولة.

لهذا حتى "حزب الله"، رغم تضحياته الكبيرة، عليه أن يعلم أن التجارب التي مرت بها بلاده أثبتت أنها لا تحكم إلا بمبدأ "لا غالب ولا مغلوب" فهي تعيش على التسويات، ولهذا لا بد من رأس للدولة، ومؤسسات شرعية تعمل بكل طاقتها، وبناء قوة للجيش، حتى لو استدعى الأمر مفاوضة إسرائيل على هدنة طويلة.

أعلم أن هذا الطرح فيه بعض الجنون، لكن علينا كلنا، إذا كنا نحب لبنان فعلاً، أن نعمل لوقف نزيف الدم والدمار الذي يعيشه منذ خمسين عاماً، ولا بد لأحد أن يقول: كفى، حتى لو عض على جرحه، فجرح بلده أكبر، ومصيره في مهب الريح.

آخر الأخبار