زين وشين
لا أحد يتعاطف مع المجرمين، فكل من وقع، أو أوقع نفسه تحت طائلة القانون، يتحمل المسؤولية، ومنهم موظفة البنك التي ألقي القبض عليها بتهمة السرقة من حسابات المودعين، ولم يصدر ضدها حكم بعد.
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أصبحنا نقرأ، وبشكل يومي، وبالتفصيل الممل من يكتب عن القصة الكاملة لموظفة البنك، التي ألقي القبض عليها بتهمة السرقة من حسابات العملاء، لدرجة أننا حفظنا القصة عن ظهر غيب، وللعلم هذه الموظفة لا تزال متهمة، وحتى اليوم لم تثبت عليها التهمة.
المهم أن قصة هذه الموظفة أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي المفروضة علينا بشكل يومي، وتعاد صباح كل يوم، وكأن دولة الكويت كلها لم يتهم بها بالسرقة إلا هذه الموظفة، أو أنها هي الوحيدة التي مدت يدها على فلوس الناس، إذا ثبتت التهمة!
فلماذا هذه الموظفة بالذات التي يتكرر طرح قصتها فقط؟
من يريد أن يتحدث عن السرقات، أو القصة الكاملة عن السطو على المال العام، إذا كان قصده العبرة والعظة، فلماذا لا يتحدث عن القصة الكاملة للوزير "السروق" الذي ثبتت عليه التهم، وصدر ضده حكم نهائي بالسجن، وإعادة الأموال المسروقة إلى خزانة الدولة، مع فرض غرامة مالية عليه، وللعلم له زملاء أخرون حالهم مثل حاله، وهم مادة خصبة للحديث، وأخذ العبرة والعظة كذلك، فلماذا لا يتحدث المتحدث عمن كانوا مسؤولين كباراً في يوم من الأيام، وحالياً هم في السجن المركزي، بسبب تطاولهم على المال العام، أو الرشوة (اللهم لا شماتة)، ولماذا فقط هذه المرأة التي لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تتناول قصتها؟ واضح جداً أننا نحن السبب، فقد طبلنا لهذا المسؤول أو ذاك من ضعفاء النفوس، حتى صدّقوا أنفسهم، وظنوا أنهم بعيدون عن المحاسبة، ولا يستطيع أحد أن يحاسبهم، فتمادوا، وتطاولوا على المال العام، وحتى وهم بالسجن لا يتكلم عنهم أحد، ولا يزال مسلسل موظفة البنك مستمراً...زين.