ما مدانا خلصنا من سوء تنظيم مباراة الكويت والعراق، إلا وفاجأتنا وزارة الصحة بخلل في نظامها الإلكتروني، لا نعلم عواقبه إلى اليوم.
وما مدانا نستوعب ذلك، إلا وفاجأتنا وزارة الصحة مرة ثانية بوقف تأمين "عافية" الذي يعتمد عليه أكثر من مئتي الف مواطن، وذلك غيض من فيض، لا يسع المجال لذكره، وليس أمامنا سوى التساؤل "شهالقردة"؟ ولا ينقصنا سوى ما ذكره أحد المغردين، من الحسرة، سوى نيزك يقع على رؤوسنا.
من الملاحظ أن الرد، أو التعليق الحكومي إزاء كل حدث يكون مقتضباً، وغير واضح، ويحتمل التفسير في كل اتجاه، وبيان وزارة الصحة بشأن تأمين "عافية" مثال على ذلك، ولا يجيب عن سؤال مهم للمواطن وهو: هل سيستمر العمل بهذا التأمين الصحي أم لا؟
المسألة هنا لا تنحصر في أداء حكومي ضعيف، لكن تمتد إلى ما يشبه غياباً وزارياً عن مصالح البلاد والعباد، فالمشكلات تتوالى من دون معالجات مقنعة، ومن دون حتى أي تفسير مقنع، فكل شيء على حاله كما ورثه مجلس الوزراء ممن سبقه، ومن الأسبق منه.
الطرق، والاقتصاد، والخدمات، والتعليم، والصحة، والتضخم، فهل هذا ما تريده الحكومة، وهل هذا ما يتطلع إليه المواطن؟ لقد بدأنا نلمس التشاؤم في حديث المواطن، وهذا أمر غير محمود، ويجب معالجته، والمدخل لذلك يكون ببرنامج حكومي واقعي الرؤية والأهداف والأساليب، يحدد التحديات ويعالج المشكلات، ومن المهم جداً أن يستعرض مجلس الوزراء، أو رئيسه هذا البرنامج، ويوضح محتوياته، وسبل معالجة أوضاعنا الاقتصادية، والاجتماعية، والتنموية.
إن مثل هذا البرنامج ضروري في هذه المرحلة لانتشال المواطن من حالة عدم اليقين إلى الثقة والاطمئنان.
لا شك أن برنامج عمل حكومي واضح، يعني وضوح الرؤية عند الحكومة والمواطن، وأسلوبها في معالجة المشكلات، إذا كان فعالاً وواقعياً، يعني أن هناك خارطة طريق تتم عليها المراقبة والمراجعة والمساءلة، ومن دون ذلك تبقى الأمور على "طمام المرحوم"، ولا نلوم المواطن إذا تزايد انتقاده وتذمره.