وسط تفاعل لافت من قبل الأدباء والأكاديميين والديبلوماسيين، استقطبت ندوة "جوانب الإبداع في المدونة الشعرية للدكتورة سعاد الصباح"، التي أقيمت على أرض معرض بغداد الدولي للكتاب، الكثير من زوار المعرض الذين استانسوا للندوة، فحضروها وتابعوها.
بدورها، أكدت أستاذة الأدب العربي في الجامعة المستنصرية الناقدة الدكتورة زينب الخفاجي، خلال الندوة التي أدارها الأستاذ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة كربلاء الناقد الأدبي الدكتور حمزة عليوي، انشغال الدكتورة سعاد الصباح، في شعرها ونثرها وحياتها العامة، بالقضايا العربية الكبرى وعلى رأسها قضية فلسطين، التي رافقت منعطفاتها في مختلف مراحل حياتها، سواء في لبنان أو مصر أو الكويت، ويكفينا أن نتذكر أنها خصصت ريع ديوانها الأول (من عمري) الذي أصدرته أوائل ستينيات القرن الماضي في بيروت لفلسطين وأطفال فلسطين.
وأشارت الخفاجي إلى قضية جوهرية في شعر الدكتورة سعاد الصباح وهي دعوتها الدائمة إلى تحرير المرأة العربية، وإيلائها ما تستحقه من حياة، مؤكدة أن الدكتورة سعاد جاهدت لجعل الكتابة عملا أخلاقياً وأسلوب حياة، ولم تتخذ منها وسيلة للاستعراض، لأنها لم تكن بحاجة إلى الانتشار والذيوع مطلقاً، ولذلك صارت الكتابة عندها أداة لتغيير عقلية الإنسان العربي، فهي لا ترى خيراً في كاتب يتسلى في كتابته ولا يضع الوطن نصب عينيه... إنها جعلت الكلمة دواء لكل جرح فصارت صرخة الشعر التي لن تتكرر.
بدوره، لفت أستاذ الأدب الحديث في جامعة تكريت الدكتور حمد الدوخي إلى أن الدكتورة سعاد الصباح جعلت من الانسان في شعرها قضية كبرى، من خلال اشتغال فني وفكري عالٍ، وبقصدية واعية تماماً. واتخذ الدوخي من ديوان "أنا وأنت والليل" نموذجاً، لافتاً إلى أن هذا الديوان عكس السعة الإنسانية في قلب الشاعرة، من خلال انشغالها بالهم العام للناس عبر مخاطبتها للإنسان المثال، مؤكدة استعدادها للتنازل عن الشعر والشعراء في سبيل هذا الإنسان، الذي وقفت معه منذ حروفها الشعرية الأولى التي عكست مناصرتها للمرأة وللعامل البسيط وللإنسان بعامة.
من جهتها، كشفت أستاذة علم اجتماع الأدب الناقدة الدكتورة موج اليوسف عن ملمح بارز في شعر الدكتورة سعاد الصباح، وهو مكانة المرأة في شعرها، حيث ذهبت إلى أن الثقافة الأدبية والاجتماعية العربية لم تمنح المرأة أي دور بطولي إلا عبر التضحيات، كأن تموت أو تقتل على مذبح الفداء، بينما منحتها الدكتورة سعاد الصباح البطولة، دون أن تكون أضحية، وبذلك بدت المرأة في شعرها حرة وذات مكتملة اجتماعياً ونفسياً، مدللة على ذلك بعدد من قصائدها ومنها "رجل تحت الصفر".