الخميس 19 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
القاضي الظالم أسقطه ذكاء الراعي وحكمة الملك
play icon
الأخيرة

القاضي الظالم أسقطه ذكاء الراعي وحكمة الملك

Time
الأربعاء 25 سبتمبر 2024
View
710
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • بقليل من التفكير يمكننا تحقيق أشياء عظيمة وننجح
  • الرسَّام أظهر الحاكم جميلاً وقوياً دون كشف عيوبه
  • قال الابن لأمه: لا تقلقي ودعي الأمر لله الكريم
  • في النهاية ستكون هناك ضرائب ووقف للمنافع والتمصلح

أصحاب المناصب الذين وصلوا إلى منصبهم بالتدليس، أولئك من يهدمون صروح العدالة، ويشيعون الفساد في البلاد، لأنهم يحقدون على مَن هم أفهم منهم، الذين يخافون الله في أوطانهم.

ثمة العديد من الدول التي أسقطها الظلم المستتر بعباءة الزهد والتقوى، أو الوطنية الكاذبة، ولقد رُويت الكثير من الحكايات والقصص عن هؤلاء، وهي تعتبر دروساً في السياسة والإدارة والحكم، ومن هذه قصة عن قاض ظالم، أراد إعدام راع لمجرد أنه يكرهه، والعبرة في الخلاصة. تقول الحكاية: كان هناك أحد الرعيان في جيش إحدى الممالك، وكان القاضي يُضمر له الكراهية، فدبّر له مكيدة جعلت الملك يحكم عليه بالإعدام، فتوجهت والدة الراعي، وهي امرأة مسنة تجاوز عمرها المئة عام، تلتمس من الملك العفو عن ابنها.

حين رآها رقّ قلبه لها، واحتراماً لسنها، قال لها: "سأجعل القاضي يكتب ورقتين في الأولى يُعدم، وفي الثانية لا يعدم، وسنترك الخيار لابنك كي يختار بينهما".

أضاف: "إذا كان ابنك مظلوماً فسينجيه الله".

خرجت المرأة من مجلس الحكم وهي غارقة في الحزن، إذ كانت تعلم أن القاضي يكره ابنها، وأنه سيكتب في كلتا الورقتين "يُعدم"، وحين ذهبت لترى ابنها وتخبره بحكم الملك، قال لها: "لا تقلقي يا أماه، ودعي الأمر لله الكريم".

فعلاً كتب القاضي "يُعدم" في الورقتين، وفي يوم التنفيذ تجمّع الناس ليشهدوا ما سيحدث.

وقف الراعي أمام القاضي، الذي قال له بابتسامة خبيثة: اختر واحدة من الورقتين، فابتسم الراعي ثم اختار ورقة، ثم بلعها من دون أن يقرأها. استغرب الملك!، وقال: "ماذا فعلت، لقد أكلت الورقة دون أن تعلم ما فيها"؟

ردّ الراعي: يا مولاي اخترت ورقة، وبلعتها من دون أن أعلم محتواها، لكي تعرف ماذا كانت تحتويه، لذا لننظر إلى الورقة الأخرى، فهي تحمل النتيجة المعاكسة، نظر الملك إلى الورقة المتبقية فوجدها مكتوب فيها "يُعدم".

فصرخ الحاضرون: "لقد اختار الراعي ألا يعدم".

العبرة بقليل من التفكير يمكننا تحقيق أشياء عظيمة، فإن أردت الوصول إلى النجاح عليك بالتفكير والتدبر، وتذكّر أن لكل داء دواء، والعقل السليم أكبر نعمة وهبها الله لنا.

في القصة الثانية، ثمة درس كيف للمرء أن يختار إبراز أفضل ما في الإنسان، ومن دون أن يكذب، حتى لو كانت فيه عيوب ظاهرة.

إذ يُروى، أن ملكاً كان عادلاً، لكنه أعور وأعرج، وأنه محبوب من شعبه، لعدله وحكمته، وفي أحد الأيام دعا أشهر الرسامين في المملكة ليرسموا له لوحة جميلة، بشرط ألا تظهر عيوبه الجسدية فيها.

كان هذا التحدي صعباً، إذ كيف يمكن أن تُخفى الحقيقة، وتظهر الصورة الجمال والوقار، فرفض كل الرسامين رسم اللوحة، فهو لا يملك سوى عين واحدة، وأيضاً كيف يصورونه بقدمين سليمتين، وهو أعرج؟!

تقدم أحد الرسامين الشجعان، وقبِل بأن يرسم الملك، وكان معروفاً بقدرته على رؤية الجمال في كل شيء.

رسم لوحة في غاية الروعة، إذ رسم الملك ممسكاً ببندقية الصيد، ويسدد على عصفور، وبالطبع كان يغمض إحدى عينيه، ويحني قدمه العرجاء، وبهذا تمكن من إظهاره بمظهر جميل، وقوي من دون أن يظهر عيوبه.

بكل بساطة لقد أظهر الرسام بحنكته وإبداعه كيفية تجاوز العيوب، والتركيز على الجوانب الإيجابية.

ليتنا نحاول أن نرسم صورة جيدة عن الآخرين، مهما كانت عيوبهم واضحة، وعندما ننقل هذه الصورة إلى الناس نستر الأخطاء، ونتذكر أن كل شخص لديه جانب جميل، يستحق الإبراز، فلا يوجد شخص خاليا من العيوب، وما يميز الإنسان هو قدرته على رؤية الجمال في الآخرين.

نكشات

كان يُقال في ما مضى إذا كان الشعب لا يستطيع أن يضع القمامة في المكان المناسب، فكيف تتوقعون منه أن يختار الشخص المناسب للمكان المناسب؟

الضغوط ستزداد على "التأمينات الاجتماعية"، فهذه المؤسسة قادتها لا علم لهم كيف يجب أن تُدار، فالكل مشغول بنفسه.

"التأمينات الاجتماعية" بحاجة إلى قادة، ففي الدول الأخرى عُرف رجال يديرون هكذا مؤسسات ويستثمرون المال بالطرق الصحيحة، وليس فقط ينفقونه.

عجبي لمن قال: هل الزوجة النحيفة بحاجة إلى الطعام أم إلى الحب؟

قبل أن يتحدث الناس في الكويت عن الحاجة إلى الوافدين عليهم أن يتحدثوا عن تدريبهم للمواطنين في كثير من المهن، بدل شراء الشهادات الجامعية، والنوم في العسل في أروقة الوظيفة.

قلنا ونقول ما أحلى المال الذي تشتري به أصحاب العقول، وتستفيد من عقولهم بدل أن تدير شأنه بغباء مطلق!

في النهاية، ستكون هناك ضرائب، وسيكون هناك وقف للمنافع التي أعلنت في سابق الأيام للتنفيع، والتمصلح.

بدلاً من حبس الذين يشيعون الأخبار الكاذبة، انفوا الكذب لتتساقط الإشاعات.

آخر الأخبار