الاثنين 12 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 طلال السعيد
كل الآراء

مرصد سدير

Time
الخميس 26 سبتمبر 2024
View
290
طلال السعيد
زين وشين

كان هناك مسلسل سوري تجري أحداثه في حارة اسمها "حارة كلمين ايده إله"، كنا نضحك على الاسم، ولا نعرف القصد وراء تلك التسمية، أو لم نصل إلى ما وراء السطور، حتى رأينا ما يجري في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فعرفنا المعنى الحقيقي لاسم الحارة، ولمسنا لماذا هذا الاسم بالذات، وعرفنا أن الخراب والفساد يعمان حين يكون كل إمام مسجد، الوافد والمواطن على حد سواء، كل منهم حكومة لوحده، وليس هناك تقيد بسياسة الدولة.

حذرنا الوزارة المختطفة من المساس بالدول الشقيقة في "مجلس التعاون" الخليجي، ولا يزال أئمتهم مستمرون بالدعاء على اليهود، ومن طبّع معهم، وليس هناك أدنى التزام بخطبة الوزارة، التي هي بالأساس من إعداد مجموعة الوافدين، الذين يسيطرون على مفاصل الوزارة، ولا تهمهم إلا مصالحهم، وليس عليهم رقابة فقد تسلّموا الخيط والمخيط.

هذا خلاف تأخير الصلاة، وإطالة الخطبة، وغيرها من المخالفات خذ عندك كل الكويت مستاءة من إمام مسجد الخرافي والغانم الذي يصلي على الجنائز، ولا أحد يستطيع أن يوقفه عند حده، إذ لا يزال يؤخر الصلاة، ويخطب بالناس قبل الدفن، حتى أن البعض من المصلين، خصوصاً كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، خرجوا من المسجد من دون الصلاة على موتاهم بسبب التأخير غير المبرر، فالمصلون يزدادون استياء، وهو يزداد إصراراً على القاء خطبته العصماء، قبل أن يصلي على الجنازة.

المشكلة أن كل أئمة "الأوقاف" لهم رأي يفرضونه على المصلين، إلا كبار المسؤولين في الوزارة، بمن فيهم الوزير نفسه، ليس له رأي، ولا يستطيع فرض سياسة الدولة وتوجهاتها على المساجد، التي تصرف عليها وزارة "الأوقاف".

أكثر من ذلك لا يستطيع أكبر مسؤول في "الأوقاف" تحريك إمام، أو تدويره من مسجد إلى آخر، خصوصاً المنتمين لحزب "الإخوان"، فأمره بيد الحزب وليس الوزارة.

وينفذ سياسة الحزب، وليس سياسة الدولة، حتى بفرض صلاة الميت الغائب، التي لم يحاسب أحد عليها.

بالمناسبة في شهر رمضان المبارك نحن نصوم ونفطر مع المملكة العربية السعودية، إذا رأى الهلال بمرصد "سدير" أفطرت الكويت، والسعودية اعتبرت حزب "الإخوان المسلمين" إرهابياً، وحظرت نشاطه، بناء على فتوى من هيئة كبار العلماء، فلماذا نحن لا نأخذ بتلك الفتوى، ونعمل بها، وإلا نحن معهم فقط بمرصد سدير، أما حين يصل الأمر إلى "الإخوان" فلا نسمع ولا نرى، ولا نتكلم... زين؟

آخر الأخبار