تُعد الإشاعة واحدة من الظواهر الاجتماعية التي تساهم، بشكل كبير، في تشكيل الأفكار والسلوك داخل المجتمع.
وهي تتمثل في نقل معلومات غير مؤكدة، أو مضللة، وغالباً ما تكون هذه المعلومات محاطة بالغموض، مما يُسهّل انتشارها بين الأفراد، ونتناول في هذه المقالة مفهوم الإشاعة، أسباب انتشارها، تأثيرها على المجتمع.
مفهومها
الإشاعة هي خبر يتم تداوله بشكل غير رسمي، وعادةً ما يجري ترويجه من شخص إلى آخر من دون التأكد من صحة المعلومات، ويمكن أن تكون بسيطة، كقصص شخصية، أو شائعات تتعلق بالحياة اليومية، أو معقدة وتشمل أحداثاً، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
أسباب انتشارها
تنتشر الإشاعات لأسباب متعددة، منها:
1-الحاجة إلى المعرفة: يميل الأفراد إلى البحث عن المعلومات، خصوصاً في أوقات الأزمات، أو الأحداث الغامضة، مما يجعلهم عرضة لتصديق المعلومات غير المؤكدة.
2-الفضول: يعزز الفضول البشري من انتشار الإشاعات، إذ يسعى الأفراد إلى معرفة تفاصيل ما يحدث حولهم.
3-الضغط الاجتماعي: قد تُنتَج الإشاعات، أو تُروّج لتلبية توقعات المجتمع، أو لتجنب الإقصاء الاجتماعي.
4-التقنيات الحديثة: تكنولوجيا المعلومات، ووسائل التواصل الاجتماعي، جعلت من السهل نقل الأخبار بسرعة، مما يساهم في زيادة سرعة انتشار الشائعات.
تأثيرها على المجتمع
تؤثر الإشاعة على المجتمع، بصورة إيجابية وسلبية، وفيما يلي نلقي الضوء على بعض تلك الآثار:
1-زعزعة الثقة: يمكن أن تؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات والأفراد، فعندما تنتشر معلومات مضللة، يشعر الناس بالقلق والريبة حيال الأخبار الرسمية.
2-الفتنة والانقسام: في بعض الأحيان، تكون الإشاعات مدفوعة بدوافع سياسية، أو اجتماعية، مما يؤدي إلى خلق الانقسامات والنزاعات داخل المجتمع، فالشائعات حول قضايا معينة قد تؤجج الصراعات، وتزيد من التوترات.
3-الهدر الاقتصادي: قد تؤدي الإشاعات إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، خصوصاً في المجالات الاقتصادية، فعلى سبيل المثال، يمكن لشائعة حول انهيار أحد البنوك أن تؤدي إلى سحب الأموال جماعياً، مما يتسبب في أزمة مالية حقيقية.
4- التأثير على الصحة العامة: في حالات الأمراض والأوبئة، يمكن أن يكون للإشاعات تأثيرها الخطير على الصحة العامة، وقد تؤدي حول علاجات معينة، أو أدوية، إلى تجنب الأشخاص للعلاج المناسب.
5-تأثيرات إيجابية: رغم الآثار السلبية، يمكن أن تُستخدم الإشاعات أحياناً في توعية المجتمع، أو نشر المعلومات المهمة في فترة الأزمات، على شرط أن تكون المعلومات صحيحة.
إن الإشاعة تمثل تحدياً كبيراً للمجتمعات، حيث تساهم في تشكيل الأفكار والسلوكيات بطرق قد تكون مضرة، لذلك من المهم توعية الأفراد حول مخاطرها، وتعزيز ثقافة التحري والتحقق من المعلومات قبل تداولها، ويحتاج المجتمع إلى بناء وسائل فعالة للتصدي للشائعات، من خلال تعزيز الشفافية والموثوقية في وسائل الإعلام والمعلومات الرسمية.
محامي وكاتب كويتي