زين وشين
من الاخبار التي تثلج الصدر، وتسر الصديق، وترهب العدو خبراً يقول إن وزير الداخلية قاد بنفسه مشكوراً حملةً تفتيشية في منطقة الجابرية، أسفرت عن 800 مخالفة مرور وحجز سيارات، هذا غير القاء القبض على كم من مخالفي قانون الإقامة، وضبط مخدرات ومسكرات.
كل هذا في ليلة واحدة، فالوزير على رأس الأمنيّين، وللعلم فإن الجابرية كلها ثماني قطع فقط، وعلينا أن نتوقف عند هذه المعلومة، منطقة من هذه القطع الثماني فقط تظهر فيها كل هذه المخالفات، فماذا عن الكويت كلها؟
فمن نتائج "حملة الجابرية" نستطيع أن نقيس حجم الفساد المنتشر في الدولة، وعلينا أن نتصور ما الذي سيجده وزير الداخلية لو قاد كل أسبوع حملة مماثلة في منطقة من مناطق الكويت، والذي يتصور البعض أن يد الحكومة لن تطالها، أو لن تصل اليها، ولتكن الخطوة الثانية حملة على منطقة الصليبية، تبدأ بتطويق المنطقة من الخارج، وتطبق فيها أصول العمليات التفتيشية.
والخطوة التي تليها منطقة تيماء، ثم بقية مناطق الجهرة الباقية، ومنها منطقة الجهرة القديمة التي أصبحت مستعمرة لمخالفي قانون الإقامة، بفضل الذين اشتروا بيوت الأهالي، وحولوها مجمعات سكنية غير مرخصة، يخرج منها المئات من دون مبالغة، إلى درجة تجعلك لا تعرف أين يسكنون أو كيف ينامون!
سلم لي على شارب نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، ونرجو أن تستمر العين الحمراء، ولو حصل في كل أسبوع تطويق منطقة من مناطق الكويت، خصوصاً تلك التي هي بعيدة عن عيون الحكومة، نقول لو حصل ذلك لنظفت الكويت كلها في وقت قصير. واضح جداً أن حجم الفساد ليس طبيعياً، ووجود الوزير على رأس الحملة، يعني أنه ليس هناك مجال للتلاعب، وأن القانون سوف يطبق على الجميع.
ونتمنى على وزير الداخلية مادام بدأ التنسيق بين الداخلية والصحة لحصر المواليد والوفيات، نتمنى لو ربط شؤون الإقامة مع مستشفى الطب النفسي، وشؤون الإعاقة، لوقف تجديد الإقامة لمن له ملف في الطب النفسي، أو الإعاقة من الوافدين.
كلنا متفائلون بعد "حملة الجابرية"، ونتذكر صيحة مدرجاتنا الرياضية في السابق حين كان "الأزرق" في قمة تألقه، كانت الجماهيرتغني: "هذا خلصنا منه ياويلك يالجاي"... زين.