الجمعة 16 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

لا "شنغن" أوروبا... ولا "فيزا" أميركا

Time
الأحد 29 سبتمبر 2024
View
150
حسن علي كرم

علاقتنا مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لا تحتاج إلى اختبار أو نقدم ورقة التماس، فالكويت كدولة حيادية وصغيرة، تحاول بقدر الإمكانات تنأى بنفسها عن المشكلات والصراعات السياسية.

بل تحاول أن تجعل من نفسها، إذا كان ذلك ممكناً ومتاحاً ومطلوباً حمامة السلام، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها، فما أكثر ما خسرته من أجل التوسط بين دولتين تتنازعان على خلافات يمكن حلها من خلال الجلوس إلى طاولة واحدة، وتعمل بقلب مفتوح ونوايا صادقة. أما من جانب الولايات المتحدة فيكفي أن نتذكر دورها العظيم، عندما جلبت جنودها وحاملات طائراتها وصواريخها، عام 1990 لتحرير بلدنا من قبضة مجرم نزق، كان يظن نفسه القوة الأعظم في كل العالم، وأنه لا يخاف لكنه يخيف. لكن سقط في بحر غروره وخداع النفس، فانتصرت الولايات المتحدة القوة الأعظم، وانتصرنا وعادت كويتنا الينا باقة ورد من اميركا برئيسها وجيشها وشعبها الصديق.

منذ ذلك اليوم بقينا، كما نقول في قلب واحد، ونرجو أن نبقى، وهذه أمنيتي ودعائي الذي أرجو ألا يخيبنا الله أن تبقى الكويت وأميركا دولتين صديقتين، ولا يحدث بينهما خلاف أو اختلاف في السياسة. الدول كالبشر يقدمون الصداقة على العداوة، وحمل المصالح على التباعد، ولعل السفيرة المعتمدة في الكويت قد عبرت بقلب صادق عن العلاقة التي تجمع بين البلدين، وأن واشنطن ستبقى تدافع عن الكويت في كل الأحوال.

يأتي هذا الكلام، ونحن في الكويت على حافة اليأس مما يعانيه المواطن، الذي إذا نوى السفر إلى أميركا، سواء للدراسة أو للتجارة أو للعلاج أو للسياحة، سيما في السنوات الأخيرة، إذ ارتفعت أعداد السياح الكويتيين لاميركا، ورحلات الطائرات لا تهدأ بين الكويت وأميركا، ورغم هذه العلاقة الحميمية الخالصة.

لكن واشنطن مصرّة على المواطن الكويتي على استخراج "فيزا" الدخول، وبمدد محدودة، وقد ترفض السفارة أو السلطات الأمنية هناك منح المواطن الكويتي، بطوله و عرضه، الـ"فيزا".

هذا حق سيادي لا جدال فيه، فنحن لا نتحدث عن الحالات الفردية أو الخاصة، لكننا نتحدث عن علاقة دولة بدولة صديقتين ومصالح مشتركة، فهل هناك من تفسير لذلك، لعلنا نجد المبرر؟

فاجأتنا السلطات الأميركية بإعفاء القطريين من "فيزا" الدخول، فالمسافر القطري سيهبط من على سلم الطائرة حاملاً جوازه، وعلى محياه ابتسامة عريضة حيث يدخل صالة القادمين في المطارات الأميركية، ويحيي موظف الجوازات بـ"hi"، ويرد عليه الموظف " welcome". فيما المسافر الكويتي الصديق والحميم يقف في طابور طويل مع القادمين من أنحاء مختلفة، وإذا تحرك جراء التعب من طول الرحلة او مد قدمه خارج السرب سيأتيه العسكري يقول من طرف انف "اوقف عدل بلاش فوضى". وزير خارجيتنا الذي يدخل دائرة الديبلوماسيين الأقدم، كزميله مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة، كل حديثه ودعواته هو تعديل نظام مجلس الأمن، وزيادة عدد أعضائه، ومنح العرب مقعدا دائما.كتبت مقالات عن دعوات الكويت لتعديل نظام مجلس الأمن، وانتهى المقال بالسؤال: اذا كانت دعوات مندوب الكويت رغبة كويتية للاستحواذ على المقعد الأممي الدائم أم مطلب عربي، فإذا كان الأول فلا أظن سيكون الكرسي من نصيب الكويت في ظل مخامط العروبي من أجل كرسي بلا ثمن وسوف يكون. السيد اليحيا جال على البلدان الأوروبية، وقابل قيادات الاتحاد، وكان الموضوع الوحيد والأوحد هو الـ"شنغن" للكويتيين، وكان قوبل بوعود ناعمة وحلاوة كلام، ولا يزال الـ"شنغن" عصية، ورغم الوعود الكذابة، صديقتنا الكبرى والدولة العظمى والمحررة لنا من القبضة الصدامية، والتي سنبقى نكيل لها الفضل في عمل سيبقى تاريخياً، وسجل لن يمحى من ضمير الكويتيين جيلاً بعد جيل، إلا إلى الصداقة والثقة، ومع تأكيدات سفيرتهم الحالية، والسابقة،

والأسبق كلهم يتحدثون بلغة لا تخلو من الثقة عن مكانة الكويت والصداقة والمصالح المشتركة التي تربطنا الولايات المتحدة، رغم ذلك نسأل: كيف تبخل علينا بالإعفاء من سمات الدخول؟

آلاف الطلبة الكويتيين، وآلاف الزوار ومثلهم، يذهبون للعلاج في المستشفيات الأميركية، إذن ماذا يريدون منا أكثر من ذلك، هذا مع وجود القاعدة الأميركية في الكويت؟

تعبير الصداقة ليس بمعسول الكلام، والوعود التي تختفي في الهواء، نحن سذج ومساكين كالعادة إذا بقينا نصدق كلام الأخرين، دعونا يا سادة نتفرغ لأنفسنا ونبني بأيدينا وبعقلنا نبني كويتاً هي البقية الباقية، أما الأخرون فيبقون أخرين.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار