حوارات
يرقى الإنسان عندما ترتفع قيمته عند نفسه، وعند الآخرين، ويصبح عنواناً للسلوك الأخلاقي رفيع المستوى في كلامه، وتصرّفاته الشخصية، وهذا النوع من الشخصيات الفريدة من نوعها "، الإنسان الراقي، يتّصف بسمات محدّدة، نذكر منها ما يلي:
- ذو وقار: يتّسم الراقي بأنه ذو حِلْمٍ ورزانة ملاحظة، وسكون نفسيّ فريد من نوعه، ويتّصف بهذه السمات السلوكيّة الممتازة فطرياً، أو عن طريق حرصه على اكتسابها بالممارسة، والاستمرارية في الحفاظ عليها أثناء تعامله مع نفسه، ومع الناس الآخرين، وتؤدّي بالطبع إلى ترسيخ مهابته واحترامه في قلوب الآخرين.
-الراقي دَمِثُ الخُلُق باختياره: يتعامل الإنسان الراقي مع الناس الآخرين وفق أفضل التصرّفات تهذُّباً، وهو دَمِث الأخلاق باختياره، فلا يتصنّع تهذّبه، لكن يعتقد أنه هو الأسلوب السلوكيّ الذي يفضّله شخصياً، لكنه مستعدٌّ في الوقت نفسه إلى التعامل مع سيئ الخُلق وفقاً لما يستحق.
- مثقّف ثقافة عالية: يهتمّ الراقي باكتساب الثقافة العالية والرفيعة عبر حرصه على تعلّم المهارات الاجتماعية البنّاءة، ويطّلع ويقرأ باهتمام في كتب الأخلاق وعلم النفس الاجتماعي، والعلوم الإنسانية، ويقرأ خصوصاً في أدب الحكمة، والشعر الأخلاقي، وتظهر ثقافته العالية إمّا في طلاقة لسانه، أو كتابته، وبعامّة في اختياره للكلمات التي ينطق بها، أو يكتبها.
-الراقي ليس متحيِّزًا أو مشخصنًا: يتحكّم بكلام وبتصرفات الإنسان الراقي عقلانيته، وخلقه الحسن، وليس تحيّزاته النفسية السلبية، وهو لا يظهر شخصنته أثناء تعامله مع الناس الآخرين، وإذ يشكَّل علاقته معهم معايير المنطق الأخلاقيّ الكونيّ، وعدم استباق حكمه السلبي عليهم، ويتعامل معهم وفقاً لما يرغب في أن يتعاملوا معه.
-تأثيره على الآخرين: يشعر الإنسان الآخر الذي يتعامل مع الفرد الراقي أنه يتعامل مع شخص رفيع الخلق، وحسن المنطق، وسويّ النفس، وفرد صادق في كلامه وتصرّفاته، وأمين، ومخلص في تعامله معه.
وممّا يتأثر به الآخر بعد تعامله مع الراقي هو شعوره الإيجابيّ بأنه يستحق المعاملة الحسنة والمحترمة، وأنّ قيمته الإنسانية ارتفعت درجة بسبب مقابلته للإنسان الراقي، أو بعد تعامله معه.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@