زين وشين
ما يجري على أرض لبنان الجريح لا نقول إنه لا يهمنا، بل يشغل وقتنا كله، ونتابع مجريات الأحداث هناك اولاً بأول، ونسأل الله ان يختار لهذا البلد، واهله، ما فيه خير لبنان واللبنانيين.
وإذا كانت هناك ضارة نافعة، فلربما كانت الأحداث الأخيرة هي الضارة النافعة، لعل لبنان يستعيد عافيته بعد كل هذه الأحداث، ويستعيد الجيش اللبناني سيطرته على جميع التراب اللبناني، وتستعيد مؤسساته الدستورية قوتها، بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية يعبر بلبنان إلى بر الأمان، بعد ان زالت معوقات اختيار رئيس الجمهورية.
المهم أن أحداث لبنان، وإن شغلتنا، فهي شأن لبناني لا دخل لنا فيه، وأهل لبنان أدرى بشعابه، وما يهمنا إذا كان هناك مواطنون كويتيون موجودون في لبنان، نحرص على سلامتهم.
وللتذكير حين اغتيل مجرم اختطاف "الجابرية" الذي قتل بدم بارد بعض مسافري الطائرة ،خرج علينا من يريد تأبينه، ويصفه بـ"الشهيد الحاج"! وهو، باذن الله ليس شهيداً، ودم قتلى "الجابرية" برقبته إلى يوم الدين.
التأبين في ذلك الوقت كان تحدياً لمشاعر كل كويتي مخلص، بل كاد يثير فتنة لا تحمد عقباها، كذلك في وقت آخر خرج من يطالب بإقامة صلاة الغائب على من قتل في ايران!
وكل ما نرجوه أن لا يخرج علينا الأن من يطالب بتأبين قتلى ضاحية بيروت الجنوبية، فما يجب ان يعرفه الجميع اننا جميعاً ملتزمون توجهات الدولة الرسمية، وليس لأحد منا، مهما كانت ميوله وتوجهاته، أن يكون له موقف مختلف، فكلنا نسير باتجاه واحد، ومصلحة بلدنا يجب أن نضعها نصب عيوننا، وليس لأحد الحق بالخروج برأي شاذ عن الإجماع، ومن كان يريد أن يتخذ موقفاً، او يؤبن عليه، اولاً أن يطلب الإذن من الجهات المختصة لكي لا يقع ويوقع من يتبعه تحت طائلة المسؤولية، أما الأشقاء اللبنانيون المقيمون في الكويت، فمن أراد منهم ان يؤبن ما عليه إلا أن يحجز تذكرة، ويذهب إلى بلده، برغبته أو مجبراً، ما لم تسمح القوانين بذلك!
نحن نتمنى للأشقاء في لبنان السلامة، ولبلدهم الاستقرار، لكن ليس من مصلحتنا ان نستنسخ ما اختلف عليه الآخرون، فمرجعنا الدولة، هذا ما يجب أن يعرفه المواطن والمقيم...زين.