حمد النعامي وراكان الشايع وعبدالرحمن جراش
اهتمام كبير بهذه الصناعة في فعاليات معرض الكتاب
صناعة السينما لم تكن غائبة في غالبية الفعاليات التي تقام في المملكة العربية السعودية لاسيما الفعاليات الفنية والثقافية، حيث ينظر لها دائما على انها صناعة واعدة ولها واقع حضاري كبير يعكس دائماً نبض المجتمع، فلم يكن غريبا أن يكون لها حضور ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024، شهد المعرض فعاليتين حول السينما، الأولى بعنوان "الإنمي والمانجا والأفلام"، والثانية عن الإنتاج.
وفي ندوة "الإنمي والمانجا والأفلام"، تمحور النقاش حول أهمية الهوية المحلية في نجاح صناعة الإنمي والسينما، حيث قال الخبير والمتخصص في عالم الإنمي محمد النعامي، إن نجاح الإنمي "الأفلام والمسلسلات" في السعودية، يكون من خلال الاستفادة من القصص التاريخية والثقافية المحلية، سواء العربية أو الإسلامية.
وأضاف بحسب جريدة الرياض أن هناك غياباً في الدبلجة من الفنانين السعوديين والعرب، وأن الأصوات العربية القديمة، كانت سبباً في خلود العديد من المسلسلات الكرتونية، وتميزنا يكمن في رواية قصصنا الشعبية، بدلاً من التركيز فقط على الرسوم والتصاميم.
وتناول النعماني، الاختلاف بين المانجا، وهي "القصص المصورة" السعودية واليابانية، موضحاً أن المانجا السعودية تتميز بتضمين الهوية السعودية في الرسوم وتصميم الشخصيات، ما يجعلها تعكس المجتمع المحلي، لافتاً إلى أن الأعمال السعودية في مجال المانجا والإنمي بدأت تكتسب شهرة عالمية، مع زيادة الإقبال عليها.
وتحدث النعماني عن أهمية القصة أو النجم في نجاح الأفلام، وعلق المدون السينمائي راكان الشايع، أن القصة المميزة هي التي تصنع النجم، وليس العكس.
ولفت إلى إنه من الضروري احترام تراكم الخبرات السينمائية وتاريخ السينما في الدول الأخرى، مثل دول شرق آسيا، مضيفاً أن السينما السعودية تحتاج للنضج، وصناع الأفلام السعوديون يجب أن يستلهموا أعمالهم من القصص المحلية والشعبية، بدلاً من استيراد قصص من الخارج.
وفي فعالية أخرى مرتبطة بالفنون، شهد المعرض ورشة عمل عن الإنتاج، حيث تحدث المنتج السينمائي والإعلاني عبدالرحمن جراش، عن أساسيات مهنة الإنتاج الفني، والأدوات والآليات الأساسية المستخدمة في هذا المجال.
وأوضح جراش، الذي أنتج عددًا من الإعلانات مثل نهاية موسم الرياض والأعمال السينمائية وأشهرها الفيلم السعودي "مندوب الليل" الذي عرض في عدد من المهرجانات العالمية، أن المنتج هو المدير الفني للمشروع منذ البداية، والمسؤول الأول عنه ماليًّا وفنيًّا ولوجستيًّا.
وأضاف، أنه يقوم بجانب الاتفاق على الرؤية الإبداعية للنص الفني والرؤية الإخراجية في مرحلة الكتابة والتحضير بالبحث عن التمويل، وتحديد الميزانية المناسبة لتنفيذ العمل تنفيذاً كاملاً، وذلك وفقاً لفهم هوية المشروع.
وبين جراش، أن المنتج الأساسي للعمل هو المسؤول عن الفريق مسؤولية كاملة ماليًّا وإبداعيًّا، بداية من تكوين فريق العمل، وتنظيم مسارات ومراحل الإنتاج والتنفيذ، والإدارة المالية للمشروع، والمتابعة والإشراف على تنفيذ الرؤية الإخراجية للعمل بالشكل المطلوب.
وقال إن المنتج دوره ضمان تنفيذ المشروع بالميزانية المحددة وفق الرؤية الإبداعية المتفق عليها منذ بداية كتابة النص وجلسات التحضير الفني، ورفض الفكرة الشائعة بأن المنتج مهمته فقط تقليل النفقات والتكلفة الإنتاجية.
وأشار إلى أن مراحل تنفيذ العمل الفني السينمائي والإعلاني، تبدأ من كتابة السيناريو والنص، وتطوير الرؤية الإبداعية، وفهم المشروع، ثم مرحلة ما قبل الإنتاج واستكمال التطوير وتنفيذ الرؤية الإخراجية على أرض الواقع، والتصوير وإنتاج العمل، وبعد ذلك مرحلة ما بعد الإنتاج التي تتضمن أعمال المونتاج والتنفيذ النهائي للمشروع.