في إحدى المجلات المتخصصة في علم الدواجن، تم نشر مقالة تسويقية تهدف إلى تغيير التصور النمطي عن البيض لدى المستهلكين، في محاولة لإبراز البيض كغذاء مفيد يتماشى مع متطلبات الحياة الحديثة، وتقود هذه الحملة التسويقية "منظمة تسويق البيض الأميركية"، التي تسعى إلى تشجيع الشباب على إدخال البيض في حياتهم اليومية، وزيادة استهلاكه لدى الأجيال الجديدة.
ومما يلفت الانتباه في هذه الحملة تكاتف جميع منتجي البيض في الولايات المتحدة الأميركية، تحت مظلة واحدة لتنظيم جهود التسويق. من خلال تجربتي في عالم الدواجن التي تمتد لأكثر من 30 عاماً، طالبت مراراً بإنشاء كيان يجمع منتجي البيض في الكويت تحت مظلة جمعية أو شركة واحدة، بهدف توحيد جهود التسويق والترويج للبيض على غرار ما هو معمول به في مختلف أنحاء العالم، حيث أثبتت هذه الستراتيجيات نجاحها.
وللعلم؛ تنتج الكويت حالياً نحو مليار بيضة سنوياً، وتوجد فيها تسع شركات كبرى لإنتاج البيض، وكل شركة تمتلك مركزاً خاصاً للفرز وفق الوزن والفحص، إلى جانب أسطول من السيارات لتوزيع المنتج في جميع أنحاء البلاد.
مع ذلك، لا يزال غياب التنسيق بين هذه الشركات والتسويق الموحد عائقاً أمام تحقيق الإمكانات الكاملة لهذا القطاع، إذ يتم إنتاج البيض عالمياً في مزارع تتراوح بين الصغيرة والكبيرة.
وبعد الجمع يُنقل إلى مركز تجميع واحد مجهز بأجهزة حديثة، طاقته الإنتاجية لا تقل عن 180 الف بيضة في الساعة، ويعمل على فحصها، وفرز المكسور أو المتّسخ منها، ثم يعبأ وفق الحجم، وتتنوع العبوات عادة بين 6-12-18-24-30 بيضة في كل عبوة.
يتم أيضاً إضافة جهاز مخصص لاستلام البيض المكسور، وتحويله منتجات سائلة؛ ليتم تعقيمها وتعبئتها قبل إرسالها إلى الأسواق، وخصوصاً إلى المصانع والمطابخ التي تحتاج إلى بيض معقّم وصحي، ويمكن استخدام هذا البيض في صناعة الحلويات، مثل البسكويت و"الكيك"، وكذلك في تحضير الأطباق اليومية التي تعتمد على البيض.
إضافة إلى ذلك، يجب توفير أجهزة لمعالجة البيض السائل لاستلامه وتعقيمه، وتعبئته وفق طلب السوق، ويفضّل أن يحمل المنتج العلامة التجارية "بيض الكويت" لتعزيز هويته المحلية.
أما بالنسبة للبيض الطازج، فسيتم تسويقه تحت علامة تجارية تحمل اسم "بيض الكويت"، مع توزيعه بواسطة سيارات مبردة تغطي جميع المناطق، مما يُغني عن الحاجة إلى أساطيل سيارات خاصة لكل مزرعة.
وفي هذا السياق، يمكن أيضاً تطبيق مفهوم الشراء الجماعي لجميع احتياجات المزارع من المواد الأولية، مثل الأعلاف، ومعدات التنظيف والتعقيم، وأدوات الصيانة، وإنشاء مختبر لفحص الأعلاف ومركز بيطري لمتابعة الإنتاج، بهدف تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة.
وتوصيتي هنا تأسيس شركة، أو مؤسسة، أو جمعية تضم منتجي البيض، بحيث يتم تمويلها من خلال محفظة التمويل الزراعية لدى البنك الصناعي، ويتم سداد القرض مباشرة من عائدات المبيعات.
ويجب التعاون في إنشاء مصنع تجهيز دواجن البياض، وكذلك إنشاء فقاسة لصيصان البياض، خصوصا أنهم نجحوا في فصل البيض لتحديد الدجاج من الديكة، ويمكن شراء بيض التفقيس من أي مكان في العالم وفيه توفير كبير وإنتاجية أفضل
والآن يتم التخطيط لتشغيل ميناء مبارك الكبير، وهذه فرصة لإنشاء مصنع علف عملاق لا يقل إنتاجه عن مائة طن في الساعة يغطي احتياجات العلف للدواجن والماشية والأبقار، وينتج أفضل الخلطات بتكلفة أقل.
وعمار يا كويت.
العضو المنتدب للشركة الكويتية المتحدة للدواجن سابقا