سعد الفرج في مشهد من "يس عبدالملك"
للمساهمة في رفع الوعي وتغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة
تُعد السينما والدراما من أبرز الوسائل الثقافية التي تعكس قضايا المجتمع، ومن ضمن تلك القضايا هي قضية مهمة لم تخل البيوت منها، وهي أمراض المسنين، وفي اليوم العالمي للمسنين نجد أنه على مر السنوات، تناولت الأعمال الفنية العديد من الأمراض والتحديات التي تواجه كبار السن، مما ساهم في رفع الوعي الاجتماعي وتغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة والاهتمام بهم، وكما اعتدنا في الأعمال سنجد أنها تقدم شخصيات مسنة غنية بالتجارب الإنسانية، وغالباً ما يقدم تلك الشخصيات نجوم لطالما أحببناهم وياحبذا لو كان هذا النجم قد عاش معنا في العديد من الأعمال وهو صغير، فتجد نفسك بشكل تلقائي تتأثر وكأنه شخص من عائلتك" أبوك، أمك، جدك، خالك" وهذا بالتأكيد يؤدي لنجاح كبير للشخصية بل للعمل كله.
وبحسب اليوم السابع سنجد مثالاً حياً على تلك الكلمات في فيلم "الزهايمر" للزعيم عادل إمام، أعتقد أن نجاح هذا الفيلم بهذا الشكل بسبب تأثرنا بنجمنا المفضل عادل إمام، بالإضافة الى أن مرض الزهايمر يعد من أخطر الأمراض التي تهدد البشرية بعد سن الستين، وتكمن خطورته في عدم وجود علاج فعّال حتى يومنا هذا، وفيلم " الزهايمر" الذي ألفه الكاتب نادر صلاح الدين، وأخرجه المخرج عمرو عرفة، يبدأ بمأساة الأولاد الذي يقومون برفع دعوى على والدهم بحجة أنه مريض زهايمر حتى يستطيعوا السيطرة على كل أمواله، ويبدأوا في عمل تمثيلية عليه حتى يصدّق هو نفسه بأنه مريض زهايمر، ومن أكثر المشاهد المؤثرة في الفيلم هو المشهد الذي جمع عادل إمام بصديقه سعيد صالح في مستشفى الأمراض العقلية، والذي كان يدعى محمود شعيب، وكان مريض زهايمر في حالة متأخرة، هذا المشهد الذي قدمه الاثنين بحرفية شديدة أبكت الملايين، والكل شعر بخوف شديد أن يكون في يوم من الأيام مكان محمود شعيب.
أما في الدراما فنجد الفنان القدير سعد الفرج في مسلسل " يس عبد الملك" كان له حضور مؤثر لاسيما في المشاهد الأولى من العمل حين دخل بيت غير بيته وتسبب في إحراج أولاده وهو ما انعكس على الأسرة بكاملها الراحل حسن حسني قدم في مسلسل "رحيم" من بطولة النجم ياسر جلال، ومن تأليف محمد إسماعيل أمين، وإخراج محمد سلامة، دور المسن بشكل رائع، فقد تعلق المشاهد بعم أمين، ذلك المسن الذي يعاني من الكثير من الأمراض، كما أظهر التحول الذي حدث في صحته بعد أن خرج ابنه رحيم من السجن، وبدأ يعتني به، وهنا نؤكد على فكرة الحالة النفسية للمسن، فكيف يمكن للحالة النفسية أن تطور الحالة الجسدية له بشكل كبير، فعم أمين كان مثالاً حياً للتعامل مع التحديات التي يواجهها في الحياة وفي المرض.
ولم تغفل الدراما عن المرأة وأمراضها في كبرها، فمؤخراً قدمت الفنانة لبنى محمود دوراً عظيماً بـ مسلسل موضوع عائلي هذا المسلسل الذي استطاع ان يجمع الأسرة المصرية بل والعربية حوله، فهو اجتماعي ناقش العديد من المشاكل، وكل ذلك في إطار كوميدي نوعا ما، فقدمت لبنى واحداً من أعظم أدوارها وهو دور راوية، التي كانت تعاني من العديد من الأمراض مثل الخرف وضعف الذاكرة ومشاكل عدة في الشيخوخة، وكان يحمل الدور جانباً إنسانياً وكيف يتم دعمها من قبل أسرتها، وكذلك النجمة إلهام شاهين والتي أبكت الجمهور في مسلسل "ألفريدو" حيث جسدت دور مريضة الزهايمر وكان مشهد وفاتها مبكياً لجمهورها.
أما الأعمال الكوميدية فكانت لها نصيب كذلك، فمن منا لا يتذكر "أطاطا" فى فيلم "عوكل" من تأليف سامح سر الختم، وإخراج محمد النجار، تلك الشخصية الكوميدية التي قدمها النجم محمد سعد، إمرأة عجوز، مصابة تقريباً بكل أمراض المسنين بداية من البدانة، والتى استخدموها بشكل فكاهي أضفى روحاً خفيفة في العمل، كذلك الزهايمر الذي اعتمدوا فيه على العديد من المشاهد، فى سياق الأحداث ولكنها كانت مشاهد كوميدية للغاية.
إلهام شاهين
الراحل حسن حسني