الأحد 13 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 أحمد الدواس
كل الآراء

"حزب الله" تاريخ أسود دمر لبنان وأشعل نار الفتنة

Time
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
View
140
أحمد الدواس
مختصر مفيد

خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وفي سنة 1982، لم يكن لإيران أي نفوذ، فطلبت من سفيرها في دمشق علي أكبر محتشمي بور، وكان رجل دين متطرفاً، ان يساعدها في فتح فرع لها في لبنان لما يُسمى "حزب الله" الإيراني بهدف "إقامة جمهورية إسلامية في لبنان"، وتم ذلك، فتدفق على لبنان مئات من رجال الدين الإيرانيين، والمثقفين، السياسيين.

في ذلك الوقت كانت في لبنان جماعات شيعية، وأخرى ماركسية، فاتحدت تحت اسم "حزب الله"، وعاش في لبنان آلاف الإيرانيين المحسوبين على النظام الإيراني، واستغلت طهران الحزب، فورطت لبنان في حربٍ ضد إسرائيل، ففي صيف 2006 تحرش الحزب بإسرائيل التي وجهت له ضربات عسكرية دمرت الاقتصاد، وألحقت به خسائر، بشرية ومادية، تُقدر بمليارات الدولارات، فقال زعيم الحزب حسن نصر الله: "لوكنا نعلم بتلك الخسائر ما جازفنا بالحرب".

مارس الحزب العمل التجاري، فامتلك بنكا وشركة تأمين، وفنادق، وأسواقا مركزية، وسيارات نقل، وتلقى الدعم الإيراني، وأصبح ميليشيا مسلحة هددت وضع البلاد، وأصبح دولة داخل الدولة، وبوقا لإيران، واستطاع مؤيدوه دخول البرلمان كنواب، فأخذ يعطل التشكيل الوزاري في بعض الحكومات، وساهم في تأخير اختيار رئيس الجمهورية، لدرجة ان لبنان عاش من دون رئيس نحو سنتين بعد مايو 2014، وصوّت في البرلمان ضد القوانين التي لا تعجبه، ما أدخل البلد بأزمات سياسية واقتصادية.

وتدهور الوضع في بيروت، فأصبح المواطن لا يأمن على حياته من تفجير هنا أو هناك، وبات القرار اللبناني مخطوفاً من هيمنة الحزب ومصادرته إرادة الدولة.

كذلك هدد "حزب الله" الكويت، وارتكب جرائم بحقها، وهاجم سياسة السعودية، تنفيذاً لأوامر مشغليه، فخسّر لبنان دعمها المالي، وأصبح منعزلاً عن محيطه العربي.

ثم ظهرت أزمات انقطاع الكهرباء والماء، ومشكلة تصريف النفايات، وحرائق الغابات في أكتوبر2019، وتحدى اللبنانيون حسن نصر الله علانية فهتفوا في بيروت ضده.

وصفت سيدة لبنانية هي نائلة الخوري، زعيم "حزب الله" بقولها: "هذا ليس رجل دين، هذا سياسي مشارك بكل الفساد، هذا فرض علينا عقوبات الكرة الأرضية كلها، فكانت النتيجة أزمتنا الاقتصادية، هذا مستعد ليقلب لبنان على رأسنا من أجل سورية وإيران"، ووصف زعماء لبنانيون سابقون "حزب الله" بأنه يمارس قبضة حديد على البلاد والحكومة، ما أدخل لبنان في أزماتٍ عدة.

في 4 أغسطس 2020 حدث انفجار هائل في مرفأ بيروت فألحق أضراراً بالعاصمة، ومات ما يزيد على 200 مواطن، مع نحو ستة آلآف جريح، وأصبح نحو 300 ألف لبناني دون مأوى، واتضح لخبراء التفجير أن الحزب كان يمتلك مستودعاً في الميناء فيه ذخائرعسكرية.

ولما شنت حركة "حماس" الفلسطينية هجوماً مباغتاً على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في "غلاف غزة " في 7 أكتوبر الماضي، أطلق الحزب صواريخ على اسرائيل، التي استخدمت، فيما بعد، أجهزة "بيجر" ملغّمة فقتلت قادة من الحزب، ثم قصفت إسرائيل مباني فيها أسلحة في بيروت، ولم تتحرك إيران خلال قصف غزة وبيروت، كأنما تخلت عن حليفها "حزب الله"، وأبدت رغبة في عقد اتفاق مع اميركا حفاظاً على برنامجها النووي، فتشجع نتنياهو ومساعدوه على استمرار القتال، وعدم الانصياع للنداءات الدولية بإبرام هدنة، فاغتالت إسرائيل قبل أيام حسن نصر الله.

قال الخبير العسكري اللبناني خليل الحلو: "هذا ليس وقت التهكم والشماتة، ومخرج لبنان استعادة صداقتنا مع العرب".

يجب أن يتكاتف اللبنانيون معاً في هذه المرحلة الخطرة، بعد حالات الاغتيال وتدهور الوضع، فيما قال الجيش الإسرائيلي: "أمامنا أيام صعبة ستستغرق وقتاً".

آخر الأخبار