تصفية الخلافات

زين وشين

ندعو الله دائما، وفي كل صلاة، ان يحفظ بلدنا الكويت من كل شر ومكروه، واحفظ يا الله أميرنا المفدى بحفظك، وولي عهده الامين، ويجنبنا الفتن، ويتم علينا نعمته، فنحن نعيش في هذا البلد اخوة متحابين لكل منا شأنه الذي يشغله، تاركين كبير الامور لاصحاب القرار، ومن فضل الله، عز وجل، على هذا البلد سياسته المعتدلة، ومحافظته على مسافة تمكنه من التحرك في كل الاتجاهات، حتى مع الفرقاء في البلد الواحد.

سياسة بلادنا تسير بثقة، وخطى ثابتة وفق ما تطلبه مصالحها العليا، وليس من طبيعة بلدنا ان تخضع لضغوط، داخلية او خارجية، لنقف مع هذا ضدّ ذاك.

نلاحظ من مجريات الاحداث، ومستجدات الساحة الدولية، ان هناك بيننا من يحاول جرنا الى نكون طرفاً في معارك جانبية، وخلافات أيديولوجية لا مصلحة لنا فيها، بل ويحاول البعض فرض قناعاته، وميوله، السياسية او الدينية، على سياسة الدولة العامة، وهذا الامر مرفوض تماما، وليس مقبولاً من اغلبية المواطنين الذين يرون ان سياسة الحياد الإيجابي هي الأجدى، والأفضل، والأنفع للبلاد والعباد.

ورغم ذلك تجد البعض يستغل هامش الحرية الذي نتمتع به، والذي نص عليه دستور دولة الكويت، ليفرض اجندته، او اجندة خارجية يتبناها، وهنا مكمن الخطر الذي يهدد سلامة البلاد، وتاريخنا حافل بالأحداث التي لا يمكن تجاوزها، بسبب تطرف البعض، فلا بد من دور للدولة، التي يجب ان تنتبه الى مثل هذه المحاولات، اذ لا تخلو من سوء النية، ولا تسمح ان تكون بلادنا ساحة لتصفية خلافات خارجية، لسنا طرفاً فيها، ولم تعد على اصحابها بخير.

هذا ما يجب ان يفهمه الجميع، ومن لا يفهم فهي مشكلته، حين يقع تحت طائلة المسؤولية، فمن غير المسموح جرنا إلى معارك لا صالح لنا بها.

على حد علمي ان مطار الكويت الدولي مفتوح على مصراعيه لمن اراد ان يسافر إلى لبنان ليشارك في مراسم العزاء، وان اغلق مطار بيروت فهناك مطار دمشق، والمسافة قريبة من هناك إلى بيروت، اما عندنا فلا والف لا، واذا سمحت الدولة فهناك كلام آخر.

كل ما نقوله هو ما قاله الذين سبقونا "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين"...آمين.