تُعدُّ المملكة المغربية من الوجهات السياحية المفضلة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، إذ تحظى بموقع جغرافي مميز في أقصى الشمال الغربي للقارة الأفريقية، يحدّها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب المحيط الأطلسي، ويتلاقى البحران في أحد أهم مضائق العالم، مضيق جبل طارق، الذي يعد ممراً استراتيجياً حيوياً بين أفريقيا وأوروبا، فيما يحدها من الجنوب موريتانيا، ومن الشرق الجزائر.
وبفضل هذا الموقع المميز، تمتد سواحل المغرب المتوسطية والأطلسية على طول 3500 كيلومتر، ما يمنح البلاد تنوعاً جغرافياً ومناخياً فريداً، حيث يختلف مناخ المغرب من شماله إلى جنوبه، فيسود الشمال مناخٌ متوسطيٌّ، فيما يسود الغرب مناخٌ محيطيٌّ، بينما يحظى الداخل بمناخ قاري، وتسود الجنوب طبيعة صحراوية.. ولا شك أن هذا التنوع المناخي جعل من المغرب وجهة جاذبة للسياح من مختلف بقاع العالم، حيث يمكن للسائح الاستمتاع بالروابي الخضراء والمناطق الزراعية في الشمال، مع مشاهدة الثلوج التي تتوِّج قمم جبال الأطلس والريف طوال أشهر الشتاء.
أما في مناطق الجنوب الغربي فتنتشر شجرة "الأركان" الفريدة، التي يُعد المغرب موطنها الأساسي، فيما تغطي المساحات الصحراوية وشبه الصحراوية الشاسعة نباتات "الشيح" و"الحلفاء" وغيرهما من الشجيرات والنباتات العشبية النادرة، التي تمنح المكان جمالاً طبيعياً أخاذاً.
أبرز المدن السياحية: تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والطبيعة
الدار البيضاء "كازابلانكا":
المحطة الأولى للزائرين
المحطة الأولى للزائرين وتُعتبرالعاصمة الاقتصادية وأكبر مدن المغرب. تتمتع بموقع استراتيجي على ساحل المحيط الأطلسي. وتُعد أكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكان والمساحة، وهي تُعتبر قطبا اقتصاديا بارزا على الصعيد الإفريقي. تتميز المدينة بتنوع أماكنها السياحية الرائعة، ما يمنحها سحرا وجمالا خاصا. كما تضم عددا من المتنزهات والحدائق مثل حديقة الجامعة العربية، وتحتضن المهرجانات السنوية، أبرزها مهرجان الدار البيضاء.
الرباط: عاصمة الأنوار والمدينة الخضراء
العاصمة السياسية للمغرب، وتمتاز بموقعها الخلاب على المحيط الأطلسي ونهر أبي رقراق. تضم الكثير من المواقع الثقافية والمعالم التاريخية، ما يجعلها وجهة مفضلة للزوارالمهتمين بالتراث المغربي. تُعد الرباط ثاني أكبر مدينة وتعد من المدن الساحرة التي تطل على سهل كبير يمتد على الساحل. يمر في وسطها نهر أبي رقراق، الذي يفصل بينها وبين مدينة سلا. تحتضن الرباط أهم الأماكن السياحية، حيث تتميز بمساحاتها الخضراء ونظافتها اللافتة. تزخر بمعالم سياحية وتراثية كثيرة، مثل "صومعة حسان" التي بُنيت في عهد الإمبراطورية الموحدية، و"ضريح محمد الخامس"، و"قصبة الوداية"، وحصن "شالة". كما تُعتبر مدينة إدارية وجامعية تتميز بإشعاعها الثقافي.
مراكش الحمراء: عاصمة النخيل
مراكش الحمراء واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب وعاصمة الإمبراطورية الأندلسية. تشتهر بتمازج الحاضر مع الماضي، إذ تحتوي على أسوار تاريخية، متاحف، وحدائق عملاقة. تُعد مركزا ثقافيا وحضاريا يجذب عشاق الفن والتاريخ، وتمتاز بجمالها وطبيعتها الخلابة فهي تنعم بالتناغم بين جمال الحاضر وروعة الماضي، وتضم الأسوار التاريخية والمباني الرائعة.
في هذا العصر، تُعتبر مراكش معقلاً للحضارة الإسلامية ومركزا فكريا للعلوم والفلسفة، إذ تحتوي على المتاحف والمعالم الأثرية التي تجذب الزوار، إضافةً إلى ذلك، تتوافر بالمدينة مجموعة من أهم أماكن السياحة في المغرب. وأدرجت المدينة العتيقة لمراكش ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي منذ عام 1985.
أغادير: جوهرة السياحة المغربية
تُعتبر واحدة من أبرز مدن السياحة في المغرب، حيث تقع على شاطئ المحيط الأطلسي بالقرب من جبال الأطلس. تُعد أغادير من أهم الوجهات السياحية المغربية، حيث تضم المعالم السياحية والمنتجعات الصحية، إضافة إلى ملاعب الغولف والشواطئ النظيفة والحدائق والمتنزهات. تحتضن المدينة الكثير من أبرز المناطق السياحية، ما يجعلها مكانا مثاليا للراحة والاسترخاء، ويقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم وذلك بفضل مناخها المعتدل وطبيعتها الخلابة.
فاس: العاصمة الروحية للمغرب
تُعتبر العاصمة الروحية للمغرب وواحدة من أجمل وأقدم المدن، حيث تضم المعالم الأثرية التي تعكس تاريخها الإسلامي العريق. تسهم بيئتها الخالية من السيارات في منح المدينة طابعا خاصا، ما يضمن تجربة سياحية مريحة للزوار، وتحتضن الكثير من المناطق السياحية المهمة.تتميز المدينة القديمة، التي أُدرجت كتراث عالمي منذ عام 1981، بأبوابها وأزقتها ومدارسها العتيقة. كما تضم "جامعة القرويين"، التي تُعتبر أقدم جامعة في العالم، والتي أُسست عام 245 هجرية على يد فاطمة الفهرية التي احتضنت العلم والعلماء. تنبض فاس العتيقة بالتاريخ وتفردها، حيث تتزين بألوانها الزاهية ومعالمها العمرانية الأخاذة، بإضافة إلى حرفها التقليدية الأصيلة.
طنجة: مدينة الشمال الساحرة
سادس أكبر مدينة سياحية في المغرب، حيث تستقبل سنويا العديد من السياح الأجانب بفضل معالمها الفريدة مثل مغارة هرقل وغابة الرميلات. تتميز المدينة بموقعها الستراتيجي وإطلالاتها الساحرة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، بالإضافة إلى تاريخها الغني وارتباطها بالرحالة ابن بطوطة. شهدت طنجة قفزة اقتصادية كبيرة بعد إنشاء ميناء "طنجة المتوسط"، الذي يُعد من أنشط الموانئ عالميا، كما أسهم معمل سيارات "رونو" في تعزيز الاقتصاد من خلال تصدير السيارات إلى مختلف دول العالم.
مكناس: عاصمة تاريخية
مكناس، التي اتخذها السلطان مولاي إسماعيل عاصمة له، أدرجتها "اليونيسكو" ضمن قائمة التراث العالمي. تشتهر المدينة بمعالمها التاريخية مثل "باب المنصور"، الذي يقود إلى المدينة القديمة، إضافة إلى إسطبلات ومخازن الحبوب الملكية التي بناها السلطان.
الحرف التقليدية: إرث ثقافي غني
يتميز المغرب منذ عصور قديمة بصناعته التقليدية العريقة، حيث تُعتبر المشغولات اليدوية مصدر إلهام يُبهر كل من المغاربة والأجانب. وما زال المغاربة، رجالا ونساءً، يتمسكون بموروثهم الثقافي الغني، ويقبلون على اقتناء منتجات الصناعة التقليدية في المناسبات الدينية والاجتماعية، مثل الأفراح والحفلات. تشمل هذه المنتجات المنسوجات التقليدية مثل القفطان والجلباب، إضافة إلى تزيين المنازل بالطراز المغربي الأصيل باستخدام الفسيفساء والخشب والنحاس والجبص.تُعد المشغولات اليدوية الخشبية، المصنوعة من خشب شجرة "العرعار" الثمينة، من أبرز مميزات الصناعة التقليدية. أما فن النقش على "الجبص"، فيُعتبر من مفاخر التراث الإبداعي. فهو لا يقتصر على تزيين البنايات الوطنية والدينية مثل القصور الملكية والمساجد، بل نجده أيضا في المنازل بمختلف أنواعها.
وجهة مثالية لعشاق الرياضة
يُعد المغرب بلدا يتميز بتنوعه الطبيعي وثروته الثقافية، ما يجعله وجهة مثالية لعشاق الرياضة، بدءًا من رياضة الغولف في ملاعبه العالمية، كما يمكن للزوار ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة في جبال الأطلس الخلابة، وركوب الخيل في المناظر الطبيعية الساحرة ن إضافة إلى ذلك، يُتيح المغرب فرصا لعشاق ركوب الدراجات، واستكشاف الكهوف، وصيد السمك، والتجديف، ما يوفر تجارب فريدة ومليئة بالمغامرة في أحضان الطبيعة.
قبلة عالمية لمحبي ركوب الأمواج
تعتبر السياحة الشاطئية جزءا من التنوع السياحي الذي يوفره المغرب. فمدينتا الصويرة والداخلة تعدان قبلة عالمية لمحبي ركوب الأمواج والألواح الشراعية المائية، وفي مدينة الرباط يقام مهرجان بحري دولي ينظمه النادي البحري لشاطئ الرباط. هذا الحدث السنوي يجمع محترفي وهواة الرياضات المائية، ويعزز التفاعل بين المشاركين.
- الدار البيضاء... عروس "الأطلسي" كبرى مدن البلاد وحاضنة المهرجانات
- الرباط مدينة النور الخضراء المستريحة بين البحر وضفاف "أبي رقراق"
علاقات متميزة بين الكويت والمغرب
تتميز العلاقات بين الكويت والمغرب بعمقها وتاريخها الطويل، حيث ساهمت الكويت منذ ستينيات القرن الماضي في دعم جهود التنمية في المغرب عبر مجموعة من المشاريع الاقتصادية المهمة التي شملت مجالات الزراعة، الصناعة، التعليم، التكنولوجيا، والطب،وأسهمت هذه الجهود في تعزيز النهضة الاقتصادية للمملكة المغربية.
يسهم الناقل الوطني الكويتي بتسيير ثلاث رحلات طيران مباشرة أسبوعيا من مطار الكويت الدولي إلى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، ما يعزز التبادل السياحي والاقتصادي بين البلدين. هذه الرحلات تُعتبر دعما للعلاقات الثنائية، خاصة في مجالات السياحة والاستثمار، إلى جانب تعزيز التعاون الثقافي والسياسي بين الكويت والمغرب.