السبت 10 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 محمد الفوزان
كل الآراء

فرقة الحشاشين إلى مزبلة التاريخ

Time
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
View
480
محمد الفوزان
قصص إسلامية

قبل 768 عاماً، أدى المغول، بما يعتبره بعض المؤرخين، العمل المحمود الوحيد في حملاتهم الدموية، ويتمثل ذلك في تدمير حصون "الحشاشين"، والقضاء على دولة "الرعب".

بعد أن غزت جحافل المغول الشرق الأقصى وآسيا الوسطى وروسيا، بدأوا حملة على إيران والمشرق العربي في عام 1252.

سار المغول عبر شمال إيران، والمنطقة التي لم يتم غزوها في ذلك الوقت، بسبب وجود مراكز للإسماعيليين، الطائفة التي تصنف في خانة الخطرين.

وكانت مراكز القوى الإسلامية المحيطة تتحين الفرص للتخلص منهم، إلا أن هؤلاء الإسماعيليين لم يتركوا أي مجال أمام خصومهم، وكانوا أول المبادرين بقتل أولئك الخصوم!

زحف هولاكو بجيشه أولاً مستهدفاً الإسماعيليين، الذين عرفوا أيضاً بـ "الحشاشين"، وأصبحوا مصدراً لغوياً، ورمزاً معرفياً للقتل والاغتيال والرعب في اللغة الانكليزية.

هاجم المغول حصون "الحشاشين" وقلاعهم في مازانديران وميمونديز وألموتن التي تبعد عن مدينة طهران بمسافة 100 كيلومتر.

تولى هولاكو بنفسه حصار "عش العقاب" في قلعة الموت الشهيرة في 19 نوفمبر 1256، وكان يحكم الطائفة في ذلك الحين، ركن الدين خورشاه.

استسلم حاكم الإسماعيليين، ومن معه في 20 ديسمبر، وأرسله هولاكو في الأغلال إلى شقيقه الزعيم منكو خان إلى عاصمتهم كراكورم ، إلا أن خورشاه لم يصل إلى هناك، وقتل في الطريق.

"الحشاشون"، طائفة مرعبة، أقضت مضجع سلاطين السلاجقة في القرن الثاني عشر، وهددت الخلافة ذاتها، ما تسبب في إحباط المعنويات، والانهيار في جميع أنحاء المنطقة الإسلامية في القارة الآسيوية، وبالقضاء عليها، أسدى المغول من دون قصد، خدمة كبيرة للمنطقة.

وتزعم الروايات أن "الحشاشين" المدربين بطريقة استثنائية كان لديهم في هذه المنطقة 360 حصناً، يخرجون منها لبث الرعب في كل مكان.

ظهر "الإسماعيليون" كقوة حقيقية مرعبة في نهاية القرن الحادي عشر، مع تولي حسن الصباح الذي عرف باسم "شيخ الجبل" زعامتهم، وفي عام 1080، استقر هو واتباعه في قلعة الموت المنيعة في غرب فارس، ثم تمدد هؤلاء تدريجياً إلى المناطق المحيطة، وظهرت دولة إسماعيلية حقيقية على حدود إيران الحديثة، وسورية ولبنان.

كان "شيخ الجبل" شديد الذكاء والقسوة، وكان يعرف أنه وأنصاره لا يستطيعون الوقوف ضد الدول المجاورة القوية في قتال مفتوح، فابتكر عقيدة عسكرية جديدة تماماً، درب بموجبها انتحاريين قتلة تدريباً خاصاً للتخلص من أخطر أعدائه، وزرع الرعب في صفوفهم.

وكان على كل من يرغب في الانضمام إلى صفوف "الحشاشين " الخضوع لعملية اختيار صارمة، وتجري عملية فحص دقيقة له، فقد أجبر على الانتظار في العراء خارج البوابات لأيام عدة، ولم يتم إطعامهم، وكانوا يتعرضون للسخرية، وحتى الضرب، بهدف التأكد من جلدهم وإخلاصهم.

بعد ذلك تبدأ عملية منظمة لغسل أدمغتهم، وتحويلهم آلات قتل، مقابل وعود بالجنة الأبدية، وكان عليهم، كي ينالوا الجنة، أن ينفذوا أوامر القائد الصباح، ويموتوا بكل طيب خاطر من أجله!

علاوة على غسل الأدمغة، كان حسن الصباح وأتباعه يدربون هؤلاء "الانتحاريين" الشباب على الاغتيال، واستعمال الخناجر، والمصارعة، وفنون التخفي، والجلوس بلا حراك ساعات طوالاً.

يقول المؤرخون إن "شيخ الجبل" وأنصاره كانوا يستعينون في غسل أدمغة "القتلة" الجدد بإعطائهم مواد مخدرة، تغيبهم وتبعدهم عن التفكير، وتجعل منهم أيضا قتلة محترفين بقلوب قدت من صخر، وهذا ما دفع إلى تسميتهم بـ"الحشاشين".

إمام وخطيب

[email protected]

آخر الأخبار