الخميس 03 يوليو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

عَرَفَ حُمَيْقٌ جَمَلَه فَتَجَاسَرَ عَلَيه

Time
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
View
60
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يتجاسر بعض النفر على من يعرفون ضعفه وقابليته للإذلال، ويضرب المثل عنوان المقالة الإفراط في الألفة مع كل الناس، وكيف يؤدّي هذا الأمر إلى تجاسرهم على المرء، واستضعافه.

ومن إشارات وأسباب تجاسر ذوي النفوس المريضة على الإنسان، وكيف له أن يحافظ على هيبته بينهم، نذكر ما يلي:

-الإشارات والأسباب: يتّصف من يتجاسر عليه ذوو العقول والقلوب المريضة بطيبة قلبه المُفرطة، وتسامحه الذي يتجاوز الحدود المنطقية، وربما بسبب حمقه الاختياري.

ويميل هذا النوع من الذين لديهم قابلية للوقوع ضحية للاستغلال والإذلال إلى التخاذل عن نصرة أنفسهم، ومن يهمهم أمرهم، حين يتعيّن عليهم فعل ذلك.

ومن أسباب خذلان الفرد لنفسه وتعريضه لها لتجاسر وتجرؤ الحمقى، والوقحين، والأشرار هو مهابته المبالغة لكل من هو أقوى منه بدناً، أو أكثر منه مالاً، أو أرفع مكانة اجتماعية.

فإحدى عواقب المهابة المسرفة لذوي المال، والنفوذ، هو استضعافهم لمن يتذلّل إليهم، وكلما قلّ تقدير الشخص لنفسه تجاسر عليه الأوباش، وكلما زاد هذره، وكشف طواعية أسراره وأموره الخاصة، لكل من يهبّ ويدبّ في حياته، تجرأ عليه الغوغاء، واستضعفوه وقلّلوا من قدره وأهانوه وأذلّوه.

ومن لا ينفش ريشه من آن إلى آخر على السّفلة المتجاسرين يفقد مهابته في الحياة العامة.

-الحفاظ على الهيبة: يعظم قدر المرء في قلوب عامة الناس عندما يعرفون ثقته بنفسه، وعندما تظهر قوة شخصيته أثناء احتكاكه بهم، ولما يستعمل لغة تأكيدية أثناء حديثه مع الشخص الآخر.

وكذلك حينما ينجح في تمرين عقله على تحمّل الضغوط النفسية وعلى التعامل معها بشكل بنّاء، لا سيما بشكل يزيد من قوة شخصيته، وكلما خفّت موانسة الفرد لعامّة الناس، كلما حافظ على احترامه بينهم، فلا يتجاسر الآخر الوقح ما لم يُظْهَرُ له ألفة وموانسة لا يستحقّها.

ومن أفضل أساليب منع تجاسر الآخر الذي لا نعرفه جيداً، إيجاز الكلام معه، والتمنّع الاختياري عن التعامل الحميميّ معه، بزعم الرغبة في إظهار الذوق الشخصي، إذ لم يتجاسر جَمَلْ حُمَيْقٌ عليه إلّا لعجزه عن التعامل معه وفقًا لما يجب منطقيًّا.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار