زين وشين
لا بد أن ينالنا من الشتم نصيب! هذا ما تعودناه، مع الأسف الشديد، من جيراننا في العراق "الشقيق"، خصوصاً المغرر بهم، والطائفيين، وأصحاب الشعارات، والتظاهرات، الذين يقاتلون العدو الصهيوني في تظاهرة يتجمعون فيها، ثم يعود كل منهم لينام عند زوجته، بعد أن يكون قد شتم مع أميركا وإسرائيل، ولا بد أن يعرّج على دول الخليج، وإن لم تكن كلها، فبعضها.
الصواريخ ضربت لبنان، والقتل حصل في ضاحية بيروت الجنوبية، ولبنان نفسه، نصفه يبكي والنصف الآخر يحتفل، لكن وعلى بعد ألفي كيلومتر تجد البكاء والعويل في البصرة، وفيها أيضا يتم حرق العلمين الأميركي والإسرائيلي، ولا بد من شتم السعودية، إن لم يكن كل دول الخليج، ولا يخلو الأمر من تهديد بغزو واحتلال وتحرير مكة والمدينة من أيدي الوهابيين.
لا أحد يعرف ما هو الذنب الذي نستحق الشتم عليه، أم أنهم ملزمون بتنفيذ التعليمات كما تصلهم من دون تفكير، ولا حتى اقتناع، فهل يستطيع من لم يقتنع بفكرته أن يقنع بها الآخرين؟
نقول لجماهير المتظاهرين في البصرة، إذا كانوا صادقين، فالطريق إلى لبنان سالك، وبدلاً من التظاهر ينتقلون بالباصات التي يعرفونها معرفة جيدة، وينتقلون إلى جنوب لبنان، ويشاركون هناك بمحاربة العدو الصهيوني، ويفتحون لهم جبهة خاصة بهم، يحققون من خلالها شعاراتهم، ويأخذون ثاراتهم، ثم إذا سمح وقتهم، أو على الطريق لا ينسون تحرير فلسطين!
أما حرب الشعارات التي يمارسونها، والموت لإسرائيل، والموت لأميركا والتظاهر، وشتم دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فإنه لا يحقق هدفاً بقدر ما هو يسيء إلى علاقات، انتم أحوج لها منا، فلم يعد لكم صديق في العالم، بعد أن تحولت البصرة محافظة إيرانية، تتبع الولي الفقيه، وتأتمر بأمره، حتى العملة الإيرانية أصبحت عملتهم الرسمية.
قد يقول قائل إن هؤلاء لا يمثلون الرأي الرسمي العراقي، فأين الجهات الرسمية عنهم، أليس الأجدر بها أن تمنعهم، إذا كانت بالفعل حريصة على علاقاتهم بدول الجوار؟ لقد بلغ السيل الزبى... زين.