الجمعة 27 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

اتَّقِ شَرَّ اللَّئِيم إذا أَحْسَنْتَ إِلَيْه

Time
الخميس 03 أكتوبر 2024
View
110
د.خالد الجنفاوي
حوارات

قال أجدادنا العرب القدماء: "اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ"، وكانوا يقصدون بالطبع إتقاء شر اللئيم، ومن بعض إشارات تلك الشخصية، وأسباب لؤُمها تجاه من أحسن إليها، وكيفية تفادى الوقوع ضحية للؤماء، نذكر ما يلي:

-إشارات اللَّئِيم: يتّصف بخسّة نفسه، وسفالة طبعه، وقلّة مروءته واستغلالية تصرّفاته، ورذالة طبعه الأساسي.

ومن بعض الإشارات الأوليّة التي تدلّ على لؤم الإنسان، وعدم استحقاقه الإحسان بكل أشكاله وأنواعه، إعجابه الشديد بنفسه، بلا أن يسند هذا الإعجاب المفرط أدلّة ملموسة تكشف عن تميّز شخصي حقيقيّ، مثل الفقير المتكبِّر. أيضاً ميل اللّئيم إلى الغيبة، وإخفاؤه فضائل الآخرين، ونكرانه إحسانهم معه، وتوثّبه لفرض سيطرته على الناس الأسوياء، لا سيما من يشعر بالنقص مقابلهم، ونفوره شبه الفطريّ عن ممارسة محاسن الأخلاق، وشحّ نفسه في تعامله مع أقرب المقرّبين إليه.

كذلك مدحه المفرط والكاذب لذوي المال والنفوذ، وانقلابه بسرعة إلى ألدّ أعدائهم، عندما يحصل منهم على ما يريد، وعدم تحرّيه الرِّزق الحلال، وقلّة تصدّقه على الفقراء والمساكين، ونظرته الدونيّة تجاههم، ودناءة كلامه وتصرّفاته، عندما يعتقد أنّه لا يراه أو يسمعه أحد.

-أسباب لؤُمه: تظهر هذه الصفات بشكل اختياري، فلا يمكن إرغام أحدهم على أن يُصبح لئيماً، وربما يترسّخ ذلك في شخصية الفرد بسبب التربية الأسريّة السيّئة، أو كتعويض نفسيّ سلبيّ لما يشعر به اللئيم من النّقص الفكريّ، والنفسيّ، والأخلاقيّ المزمن، وبسبب مخالطته لمن يشابهونه.

وربما بسبب غياب القدوات الحسنة في حياته، وبسبب انعدام الثقة بنفسه، وسعيه إلى تعويض هذا النقص النفسيّ بشكل معوجّ أخلاقياً (اللؤم مع الناس).

-الوقاية من اللؤماء: طرد الشخصيات السميّة من الحياة الشخصية، والتدقيق في كيفية تعامل الآخر مع أقرب المقرّبين إليه قبل مصاحبته. مخالطة من عُرِفَ عنهم الإحسان والأخلاق الحميدة، والقراءة المستمرة عن الأخلاق الإسلامية الحقيقية، والوسطيّة في التعامل مع كل الناس.

قلّة الكلام في المناسبات الاجتماعية والحياة العامّة، وتخفيف الإعجاب بالمظاهر السلوكيّة الخارجيّة عند البعض، وخصوصاً إذا بدت مُفرِطة أو متصنّعة، وربما فتُّ الإحسان فتاً في عالم اليوم المضطرب!

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار