حوارات
يتمّ تخدير العقل، فعلياً ومجازياً عن طريق تعطيل آلياته الفطريّة عن ممارسة مهمّاتها الأساسية مثل التفكير، والاستقراء، والاستنباط، والذاكرة، والاستدلال، فيكون صاحب العقل المُخَدَّر ضعيف الوعي تجاه ما يحدث، ويجري حوله في البيئة المحيطة، وتَثْقُل عليه عملية التفكير المستقل، وربما يشعر بالصّداع إذا حاول التفكير خارج أطر فكرية محدّدة، وبالطبع، فالإصابة بالتخدّر العقليّ أسبابها خارجيّة، ومن علامات التَخَدُّر العقليّ، وبعض أسبابه، وكيفية الشفاء منه، نذكر ما يلي:
- علامات التَخَدُّر العقليّ: يتمّ تخدير العقل حرفياً ومجازياً، حيث يشعر المُخدّر عقلياً بتعطّل أحاسيسه الغريزيّة، وخصوصاً ما يرتبط بإحساسه ببعض الآلام، الجسدية والنفسيّة، فهو يعيش في حياته مسطولاً وغير مسطول في آن واحد، ويسرح بشكل مفاجيء (شرود الذِّهن).
ويردّد بين الحين والآخر كلاماً مبتذلاً لا يفهم معناه الحقيقي، ويحدّق بشكل متواتر في الفضاء الفارغ، ويعجز عن ممارسة أي نوع من التفكير المستقل، إذا طلب منه الآخرون فعل ذلك، وذلك بسبب تعطّل آليات التفكير لديه.
ويتّصف بعض ضحايا التخدير العقليّ بالفوضويّة السلوكيّة في حياتهم، الخاصّة والعامّة، فعلى سبيل المثال: يتكلّمون ويتصرّفون، ثم بعد ذلك يفكّرون ويجلدون ذواتهم، وتضعف لديهم القدرة على تحديد أولوياتهم الشخصية، لأنها على ما يبدو لم تمرّ في السابق على عقولهم.
ويفرط بعضهم في متابعة الـ"سوشيال ميديا"، والمسلسلات التافهة، ويدمنون ألعاب الفيديو، وستجدهم متقوقعين اجتماعياً، ومنفصلين باختيارهم عن الواقع الحياتيّ.
- الأسباب: يمثل تعاطي المواد المخدّرة أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بحالة التَخَدُّر العقليّ المدمّر، ولعدم تعوّد الإنسان منذ الصغر على ممارسة التفكير المستقل، وبسبب التعرّض لتربية أسرية سيّئة على أيادي أولياء أمور رجعيّين ومخدّرين عقليًّا.
ولرفض الفرد تطوير شخصيته، لعدم رغبته في تثقيف نفسه عمّا يجهله ويحتاج إلى معرفته، وبسبب العيش لسنوات طويلة في بيئات قبلية، أو طائفية، أو طبقية، أو اجتماعية رجعيّة ومنغلقة، ولضعف تقديره لذاته.
- الشفاء من التَخَدُّر العقليّ: من يبدأ يدرك أنه ربما يكون مخدّراً عقلياً يستطيع تدريجياً الشفاء من هذا المرض المدمّر، وباكتساب مهارات اليقظة الذهنيّة، وبإيقاظ النّزعة الشكيّة الإيجابية الفطريّة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@