الأحد 11 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
كل الآراء

جائزة الملك حمد... الحلم صار واقعاً

Time
الأحد 06 أكتوبر 2024
View
50
الشيخة حصة الحمود السالم الصباح

مملكة البحرين تغرد خارج السرب، هذا لسان حالي دائماً، وأنا أتابع السياسة الحكيمة للملك حمد بن عيسى آل خليفة، خصوصاً في ما يتعلق بمشروعه الإنساني لنشر قيم التسامح والأخوة، والحوار البنّاء بين الأديان، وهو نهج راسخ منذ بدء توليه حكم المملكة الشقيقة، أرض الحضارة والتاريخ العريق. الحقيقة أشعر بسعادة وفخر وأنا أتابع أنشطة "مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي"، تحت قيادة مجلس الأمناء برئاسة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، ومبعث هذا الفخر والاعتزاز أن سياسة المملكة الرشيدة في نشر قيم التسامح لم تتأثر بالأوضاع الملتهبة فى الشرق الأوسط، والحروب الدائرة هنا وهناك، تطبيقاً للحكمة "أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام".

ولعل آخر القرارات الملكية للملك حمد بن عيسى آل خليفة هي إنشاء "جائزة الملك حمد للتعايش السلمي"، وذلك في أغسطس الماضي، وهي امتداد لمسيرة الملك في تعزيز القيم الإنسانية، وحوار الحضارات، ونبذ التطرف بكل صوره، والعيش المشترك بين شعوب الأرض.

هذه الجائزة بكل تفاصيلها كانت فكرتها حاضرة في خاطري عندما كنت موجودة في مملكة البحرين، وخطط بالفعل لمبادئها وأهدافها، في مسودة، وتم عرض الأمر على الجهات المسؤولة البحرينية في أبريل الماضي، حتى جاء القرار الملكي بإنشائها، وتحول الحلم إلى حقيقة وواقع، بفضل جهود الملك.

هذا القرار الملكي الذي اعتبره بمثابة الجائزة الثانية لي، بعد أن شرفت بالحضور إلى أرض المملكة الطيبة في نوفمبر 2016 لحضور الدورة الرابعة للمنتدى الخليجي للإعلام السياسي تحت عنوان "الإعلام والهوية الخليجية" الذي نظمه معهد البحرين للتنمية السياسية، وحصولي على المركز الأول في جائزة الصحافة في موضوع "ثقافة الاختلاف والسلم الأهلي"، وقد تم تكريمي برفقة ابني، المغفور له بإذن ربه، الشيخ ناصر صباح فهد الناصرالصباح من سمو الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وهو التكريم الذي أعتز به كثيراً لأنه جاء تتويجاً لما أعتقده، وأخطه بقلمي، من ضرورة نشر التسامح، ونبذ الكراهية والتطرف، وخصوصا عندما يأتي من مملكة البحرين التي أعتبرها وطني الثاني.

إن جهود الملك حمد بن عيسى آل خليفة في عهد حكمه المبارك تركزت حول تعزيز وترسيخ مبدأ الأخوة الإنسانية.

ولا يسعنا في هذه العجالة التفصيل، لكن نذكر منها على سبيل المثال، إنشاء مركز الملك حمد للتعايش السلمي، وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان في جامعة "سابينزا" الإيطالية، إعلان مملكة البحرين في الولايات المتحدة، وإطلاق مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان في لوس أنجليس، وتأسيس مركز الملك حمد للسلام السيبراني لتعزيز التسامح والتعايش بين الشباب، المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان نوفمبر 2022 بعنوان "الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي" بحضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، والعشرات من الشخصيات البارزة ممثلي 79 دولة، لمناقشة تحديات العصر، كالتغير المناخي، وأزمة الغذاء العالمية، ونشر قيم التسامح بين الشرق والغرب.

الحقيقة أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد سخر كل جهود المملكة لهذا الشأن العظيم، الذي هو تطبيق عملي لخلافة الله في الأرض بتعميرها، وإرساء أسس الحضارة الإنسانية، إذ لا حياة من دون تسامح وتعاون وأخوة إنسانية.

وفي ظل هذا الصراع الدائر في الشرق الأوسط، وآلة الحرب التي لا تتوقف، نحن في أشد الحاجة للقيادة الحكيمة الرشيدة، وللعودة مرة أخرى إلى نشر الوعي في المجتمع بأن الحرب والتطرف لا منتصر فيهما، أما السلام وقيم التعايش السلمي فالجميع منتصر لا محالة.

حفظ الله الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وشكر الله سعيه المبارك في حفظ السلام والأمن العالمي والإقليمي، وسدد الله خطاه وحفظ الله مملكة البحرين الشقيقة، ورزقها الأمن والأمان والرخاء، تحت حكم جلالته الرشيد.

كاتبة كويتية

آخر الأخبار