الخميس 01 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 د.خالد الجنفاوي
كل الآراء

لا تلومَنَّ إلَّا نفسَك على اختياراتك الشخصية

Time
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يشير الاختيار الشخصي في هذه المقالة إلى ما يختار الانسان، بكامل وعيه، أن يقوله أو يفعله في حياته، ويجدر به وفقاً للمنطق الأخلاقي الكوني، أن يقبل نتائجه، أو يتحمّل عواقبه عليه، فلا يمكن مثلاً أن يلوم المرء الدّهر على ما انتقاه، واختاره، واتّخذه من ردود فعل معينة.

فلا علاقة للدّهر، أو الزمن، أو الظروف، أو الناس الآخرين، بما يختار الفرد أن يحدث له في حياته، ومن بعض علامات اللّوم الخطأ، وأهمية تحمّل كامل المسؤوليات الأخلاقية عن النفس، نذكر ما يلي:

-الّلوم الخطأ: لا يلوم العاقل تحت أي ظرف من الظروف بني البشر الآخرين على ما فعله من تصرّفات شخصية خاطئة.

فهو مخيّر وليس مسيّراً، لا سيما عندما يتعلّق الأمر بردود فعله، ولا يلوم الفرد الحياة، أو الظروف، أو الطقس، عندما يتجاهل كسب رزقه بالحلال، ويكتسبه بالحرام، ولا يلوم كائناً من كان على قبوله البقاء في بيئة سلبية، تكوّنت بسبب كلام أو تصرّفات الآخرين.

فللإنسان الحقّ في رفض أن يكون ضحيّة لما يرتكبه الآخر من شرٍّ أو ظلم، ولا يلوم العاقل التربية الأسريّة السيئة التي ربما تعرّض لها على تدهور حالة شخصيته بعد بلوغه ونضجه النفسيّ.

كما يختار أن يفكِّر فيما ستكون عليه شخصيته، وليس مطلوباً منه ترقيع أو إصلاح الأخطاء الشخصية للآخرين البالغين، ومن يفعل ذلك يُضحّي بوقته وبجهده في ما لا يستحقّ، ولا يبرّر التزوير والتدليس، وأكل المال الحرام، ويمارسها سوى من يدرك تماماً عواقبها.

-تحمّل المسؤولية الأخلاقية عن الأقوال والتصرفات: أبرز علامات تحقيق النضوج النفسيّ هو تحمّل الانسان البالغ عمرياً لكامل مسؤولياته، الأخلاقية والاجتماعية، تجاه نفسه ومجتمعه.

وما يكرّس هذه السمة الأخلاقية النبيلة (تحمّل المسؤولية الأخلاقية الشخصية) هو تقدير المرء لذاته، وضبطه لنفسه، وامتلاكه مهارات الاعتماد على النفس، وتحرّيه الرّزق الحلال، وإدراكه التّام أنّ ما سيتعرّض له من مشكلات، وصعوبات، وتحديّات وضغوط نفسيّة شديدة في حياته ما هي سوى عواقب لنهجه السلوكيّ الشخصي والاختياري.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار