بركان المنطقة يغلي في إيران

مُنذُ وصول الخُميني إلى طهران قادماً من باريس، وبدعم من الغرب والولايات المتحدة الاميركية، وبتشجيع منها، كونه ورقة جديدة في المنطقة يكون تحت تصرفها.

لم يدرك المناصرون له، أن من دربوه وآزروه، ودعموه بالمال والسلاح، وهيأوا له الأرضية الخصبة التي ينطلق منها، ما هو إلا جزء من لعبتهم، وأن الغدر قد أخذ منه ما أخذ، فانقلب عليمه، وانطلق في تطبيق ما كان يحلم به من توسيع رقعة فارس، وإعادة الفارسية، وانتشار المنهج المتشدد، فبادر أول ما بادر إلى قتل جميع العلماء والمشايخ والفُقهاء من أبناء جلدته، وخلت له الساحة، وارتكب الجرائم في الداخل الإيراني لتصفية الحسابات القديمة، خصوصاً حرس الشاه، وبقاياه، ومن يواليه، ويؤمن بأفكاره، وسجن وعذب وقتل من يخالفه الرأي.

انطلق في حرب مع العراق والمنطقة، وهدفه التوسع، وأصبحت المنطقة في فوضى عارمة لا نهاية لها، كما أن الدولة التي أسسها دعمت وأسست الإرهاب في العراق، وسورية، ولبنان واليمن، ودعمت حركات التمرد في ليبيا، والصومال، والسودان وغيرها.

وأسست "حزب الله" و"الحشد الشعبي" و"جماعة الحوثي"، وغيرها من الأذرع الإيرانية التي تزرعها في المنطقة مستندة على تقوية النهج المتشدد، ودعمه وتغذيته، وانطلقت هذه الميليشيات في تنفيذ الأجندة خلق الفوضى في المنطقة، واستمرت العملية 40 عاماً.

أربعون عاماً من الضياع والحروب والقتل والدمار.

كنا نتمنى أن تكون هذه الاربعون، والمليارات التي صُرفت في الاستثمار بصناعة العقول، وبناء الجامعات، والمدارس والمستشفيات وتنمية المنطقة والتعاون بين الدول والحكومات، لكن مع الأسف، ها هي حالنا ووضعنا، ولا تزال إيران متعنتة إلى أن وصلنا اليوم إلى القاع، وما الحرب التي دارت رحاها في أكتوبر الماضي في غزة إلا كرة ثلج تكبر وتتدحرج وتشتعل لتتغير من الثلج إلى النار، وتشمل المنطقة برمتها.

مقتل نصر الله، والمئات من "حزب الله" لن يوقف إسرائيل عن الاستمرار في حربها، والمضي في إنهاك لبنان، والدخول إلى العراق وسورية، والالتفاف على اليمن، وإعادة موازين القوة، وتغيير اللعبة، وتشكيل خريطة جديدة في المنطقة، وهذه برعاية وتخطيط من الغرب وأميركا، وتنفيذ متقن من إسرائيل، وبمساعدة من النظام الإيراني الذي يستعد للتضحية بكل شيء ليبقى.

كاتب سعودي