الأربعاء 15 يناير 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 م. عادل الجارالله الخرافي
كل الآراء

المهزوم لا يتشرط

Time
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
View
90
م. عادل الجارالله الخرافي

الخاسر في الحرب، أي المهزوم لا يتشرط، لذا أستغرب من الأنظمة العربية كلها، فنحن في عام 1967، خضنا آخر الحروب الكبرى، وقد هزمت الجيوش مع حلفاء لها، خصوصاً الكبيرة منها، كالمصري، والسوري، والعراقي.

نحن من ذاك الوقت، مهزومون، وهذه هي الحقيقة، إذ صحيح أن هناك مقاومات، وهناك حرب السادس من أكتوبر عام 1973، لكن كلنا نعرف حقيقتها، وإلى ماذا كانت تهدف، لذا صحيح قد تحصل بعض المناوشات التي يأخذ فيها طرف من الأطراف مواقف متقدمة، وهذا ما حصل مع الإخوة المصريين في أكتوبر، إذ استرجعوا أراضيهم بالاتفاق، وليس بالحرب التي كانت جزءاً من الضغط والتكتيك.

في هذه المرحلة علينا أن نتحدث بصراحة، فأي دولة ليست فيها مقاومة لن يكون لديها مجال للتفاوض، وأكبر دليل حرب الاستنزاف بين عامي 1967و 1973 على الجبهة المصرية.

اليوم، حتى مع وجود "حماس" كتنظيم، وكذلك "حزب الله" فإنهما، ومن على شاكلتهما، لا يحلون مكان الدولة، ولهذا نقولها بصراحة: أنتم تفاوضون من موقع المهزوم، والمنتصر هو من يملي عليكم شروطه، وهو ما جرى في العام 1967، التي لا نزال إلى اليوم نحصد تبعاتها.

في العام 1973 قال كل من الاتحاد السوفياتي، آنذاك، والولايات المتحدة، ليس مسموحاً المس بحدود إسرائيل، ولهذا لن تستطيع أي دولة مواجهتها منذ ذلك الوقت، ولقد رأينا كيف وقف الغرب وأوروبا معها حين تخطت المقاومة الفلسطينية حدود قطاع غزة في السابع من أكتوبر العام الماضي.

صحيح نقرأ في التاريخ أن فلسطين، قبل الإسلام، لم يكن فيها يهود، وكان فيها مسيحيون، وأعتقد أنه لم يكن مسموحاً لليهود الإقامة فيها، أو دخولها.

هنا لا أريد الذهاب إلى "الأرض الموعودة"، أو غيرها من المقولات، لكن رغم ذلك جرى تنفيذ مخطط نابليون بونابرت، ودعوته التي أطلقها في العام 1799 للعمل على إنشاء وطن لليهود في فلسطين، للفصل بين إفريقيا العربية وآسيا العربية ايضاً.

منذ ذلك الوقت إلى اليوم كل الدول الغربية تقول بـ"حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها"، وتمدها بالسلاح من أجل أن تبقى متفوقة، فيما العرب ليس لديهم أي سند حقيقي، وليس لديهم ترف الوقت لفرض شروطهم.

لهذا نحن لم نربح حرباً، بكل معنى الكلمة، وعليها لا يجب أن نشترط في المعاهدات، وما يملي علينا نقبله.

الأمر الوحيد الذي علينا أن نتمسك فيه هو أن تبقى دولة فلسطين، وعلينا العمل على تحقيقه، أو بالأحرى أن نتكيف معه حتى تتغير الظروف الدولية، إذ صحيح أن ذلك مرفوض من إسرائيل، لأنها ترى أنها المنتصرة، لكن لا بد من التمسك به.

إضافة إلى ذلك علينا أن نحشد الضغط العالمي على القوى العظمى، كالصين وروسيا، وجزء كبير من الحكومة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، وبعض الدول العربية، والمنظمات الأوروبية والدولية، كي تعمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أما غير ذلك فلن نحقق أي شيء.

هنا أتحدث بصراحة، وليس من موقع اليأس، وكل ما أرجوه أن تنتصر المقاومة، وتمسح إسرائيل من الوجود، لكن علينا ان نفكر بالمنطق، وان نعرف كيف ننتصر، ومن هو المنتصر.

آخر الأخبار