زين وشين
"البشت" وجمعه "بشوت"، ويسمى "مشلح"، والجمع "مشالح"، والعرب تطلق على أبنائها اسم بشيت تصغير بشت، ومشلح ومشيلح، وفي العراق يسمى "هدم"، والجمع هدوم، وهو ما يرتديه الرجال فوق ملابسهم بالمناسبات، الرسمية والاجتماعية.
يقول أحد خبراء التلفزيون الرسمي، الباحث في التراث الكويتي إن لبس "البشوت" بالأعراس عادة دخيلة، هذا ما تفتق عنه ذهن من يدعي أنه باحث بالتراث، مدعوم من تلفزيون الكويت الرسمي!
ليت السيد الباحث تمهّل قليلاً، وراجع قصيدة الشاعر إبراهيم الخالد الديحاني، في وقت المغفور له الشيخ أحمد الجابر، حين أمر بعدم لبس البشوت بسبب ضعف الحالة المادية لأهل الكويت، حتى وصل الأمر أن يتقاسم الأخوان البشت، بعد أن قسّموه إلى فجتين، والفجة نصف البشت، كل واحد منهم يضع فجة تحت إبطه حين ينزل إلى السوق، لأنه كان عيباً أن ينزل السوق من دون بشت، وليته راجع كل الصور القديمة لأهل الكويت، ويخبرنا إذا رأى صورة من دون بشت؟
البشت قيمة اجتماعية ليس لمن يلبسه فقط، بل قيمة لمن أنت ذاهب اليه، خصوصاً في الأعراس، والمناسبات الرسمية، وعلينا أن نتصور صورة للمعرس من دون بشت!
نسمح دائماً بالخوض في أمور كثيرة لاتهم، لكن لا نسمح نهائياً بالخوض بثوابتنا من دون علم، فهل يعلم خبير التلفزيون أنه في زمن الفقر والعوز كان البشت من ضروريات الحياة، فمتى كان ارتداء البشت عادة دخيلة؟
ليت الخبير الباحث راجع جميع صور حكام دولة الكويت الرسمية، فإن وجد صورة واحدة من دون "بشت" عندها فقط سوف يعلم إذا كان لبس البشوت عادة أصيلة او دخيلة، خصوصاً أن الناس على دين ملوكهم!
لا تستغرب المعلومة الخطأ من جهابذة التلفزيون الرسمي، بعد أن قالوا عن طرفة بن العبد شاعر المعلقات الجاهلي إنه امرآة، ومن عاش رجباً رأى عجباً، ولعلم خبراء تلفزيوننا الجهابذة رجب اسم شهر عربي، وليس وافداً عربياً، يعمل حارس عمارة في حولي...زين.