الأربعاء 18 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
القاضي وسارق الرغيف درسٌ واقعيٌّ في تحقيق العدالة
play icon
الأخيرة

القاضي وسارق الرغيف درسٌ واقعيٌّ في تحقيق العدالة

Time
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
View
280
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • لا تزرع الشوك في أرض تمرُّ بها حافي القدمين
  • يا حكومة أسرعي بتعديل قوانين البنية التحتية
  • سيدي لم أسرق... لقد أخذت حقي فقط
  • ما فائدة القوانين إن لم نملك شجاعة تطبيقها؟

ثمة قولٌ مأثورٌ: "لا تزرع الشوك في أرض تمر بها، فربما تعود إليها حافي القدمين"، وهذا ما يجب أن يفعله الإنسان في حياته، عليه زرع الخير والأعمال المفيدة للبشرية، لأنها ترتد إليه فيما بعد.

فالظلم لا يمكن السكوت عنه، خصوصاً إذا كان صادراً ممن يجب أن يكون عادلاً في حكمه، فهو لا بد أن يقع يوماً ما في شر أعماله، والدليل على هذا قصة سارق الرغيف مع أحد القضاة.

الحكاية تبدأ من سؤال القاضي المتهم: "لماذا سرقت رغيف الخبز من المخبز"؟

أجاب الرجل بهدوء: "سيدي القاضي، لم أسرق، لقد أخذت ما هو حقي فقط"، بغضب قال القاضي: "كيف تقول إنك أخذت حقك".

أجاب المتهم: "لأن القانون الذي تحكم به لا يعبر عن واقعنا".

أجاب: "اشرح لي ما تقصد"!

قال الرجل: "القانون ينص على أن الحدّ الأدنى للأجور يكفي لحياة كريمة، لكنني أعمل 12 ساعة يومياً، ولا أستطيع إطعام أطفالي، ويقال إن التعليم مجاني للجميع، لكن ابني ترك المدرسة ليعمل ويساعدنا، وإن الرعاية الصحية حق للجميع، لكن زوجتي ماتت لأننا لم نستطع دفع ثمن الدواء، ويزعمون أن العدالة محققة، لكنني رأيت اللصوص الكبار أحراراً، بينما أحاكم أنا على رغيف خبز، سيدي: كيف أحترم قانوناً لا يحترم إنسانيتي"؟!

صمت القاضي مطولاً، ثم حكم: "يُخلى سبيل المتهم لعدم كفاية الأدلة".

ماذا نربح من التقدم في العمر؟

مع التقدم في العمر، نخسر نسبة من حاسة البصر، لمصلحة قوة البصيرة، وتتراجع قوتنا الجسدية لصالح قدراتنا الفكرية، ومع تقدم العمر يختفي اللون الوردي من وجنتينا لتفوح رائحة الورد من كلماتنا، ومع تقدم العمر يقل تفكيرنا في الدنيا ويزيد تفكيرنا في الآخرة، إذاً مع تقدم العمر نحن لا نخسر، بل نستبدل الخسائر أرباحاً، جعلنا الله وإياكم ممن طال عمره، وحسُن عمله، ودامت عافيته.

نكشات
  • خالد مشعل خرج لنا ليقول: لنحتفل بمناسبة 7 أكتوبر، لأن مشعل من جناحه الملكي تأكد أن السنوار نجح في الحرب مع إسرائيل.
  • في الكويت، هناك نحو تسعة آلاف محام مسجل، منهم نحو ثلاثة آلاف يعملون، والباقي خارج هيئة المحامين.
  • مقولة ارتحت لها: إذا صاحبت في الدنيا صاحب الطيبين، فهم إذا غبت افتقدوك، وإذا غفلت نبّهوك، وإذا دعوا لأنفسهم لم ينسوك.
  • ... ومقولة أخرى أعجبتني: لا يمكنك أن ترى صورتك في الماء وهو يغلي، وكذلك لا يمكنك أن ترى الحقائق وأنت غاضب، انتظر حتى تهدأ ثم قل قرارك، ولن تندم.
  • يا حكومة أسرعي في تعديل القوانين، خصوصاً قوانين البنية التحتية، والإنشاء والتعمير وقوانين الـ"B.O.T"، حق الانتفاع.
  • جني المال جميل إذا كان وسيلة، أما إذا كان هدفاً، فإننا نرهق أنفسنا بما يتمتع به غيرنا... اعتبروه وسيلة للتمتع به ولا تكنزوه.
  • نصيحة: لا تجعل التقدم في حياتك هو التقدم في العمر، فالتقدم في بهجة الحياة والتمتع بأيام الدنيا.
  • رحم الله الشيخ علي الطنطاوي، فقد قال: قرأت أكثر من سبعين سنة، فما وجدت حكمة أجمل من "أن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها، وأن لذة المعصية تذهب، ويبقى عقابها".
كيف تتحقق العدالة؟

في المقابل، هناك قصة أخرى، عن معنى العدالة التي لا تحمي الناس، ففي إحدى الجامعات، أراد أستاذ مادة القانون تعليم الطلبة كيف يدافعون عنها، عبر درس عملي، وليس نظرياً فقط، فاختار أحد الطلاب، وسأله الأستاذ خلال المحاضرة: "ما اسمك"؟

أجابه الطالب، فطرده الأستاذ من القاعة من دون سبب، وقد حاول الطالب الدفاع عن نفسه، لكن الأستاذ أصرّ على خروجه.

خرج الطالب، وهو يشعر بالظلم، فيما الطلاب صامتون، وبدأ الأستاذ المحاضرة، فسأل كل من في القاعة: لماذا تم وضع القوانين؟

أجابت إحدى الطالبات: "لضبط تصرفات الناس"، وقال آخر: "حتى تُطبق".

فيما قال ثالث: "حتى لا يأكل القوي الضعيف".

فأجاب الأستاذ: "نعم، لكن هذا غير كاف".

فرفعت طالبة يدها، وقالت: "حتى يتحقق العدل".

فقال الأستاذ: "نعم، هذا هو الجواب الصحيح، لكي يسود العدل"، ثم سألهم: "والآن، ما الفائدة من العدل"؟

أجاب طالب: "كي تُحفظ الحقوق، ولا يُظلم أحد"، فقال الأستاذ: "الآن أجيبوا بلا خوف، هل ظلمت زميلكم عندما طردته".

أجاب الجميع: "نعم".

فسألهم بغضب: "إذاً لماذا سكتم، ولم تفعلوا شيئاً، فما الفائدة من القوانين إن لم نملك الشجاعة لتطبيقها".

أضاف: "إذا سكتم عندما يتعرض أحد للظلم، ولم تدافعوا عن الحق، تفقدون إنسانيتكم، والإنسانية غير قابلة للتفاوض".

ثم نادى الطالب الذي طرده، واعتذر منه أمام الجميع، وقال: "هذا هو درسكم اليوم، وعليكم أن تحققوه في مجتمعكم ما حييتم".

آخر الأخبار