عندما ترى الجمال تنبهر، وعندما ترى العطاء تنصدم، وعندما تحس بمن يقف معك فإنك تبتهج، أنه العطاء الذي يُثلج الصدر، والأيادي البيضاء التي تُرى وتُشاهد على أرض الواقع.
ما أراه من عطاء يجعلني فان حروفي لا تُسعفني، حقيقة دائماً ما نسمع كلمات وجملاً، ونتفكر بها كان يرددها أبي، رحمه الله وأسكنه الجنان، "الناس للناس والكل بالله".
دائماً كنت أسأله عن معنى هذه الجملة، فعرفت أنها علامة من علامات محبة الله وتوفيقه، وأن يجعلك طريق خير للمحتاجين بتفريج كرباتهم وهمهم، وأن يجعلك سبحانه ملجأً للناس تفرّج هماً، وتُعين ملهوفًا، وتساعد محتاجاً.
وها هو الأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز، في كل مرة يفاجئنا بأعمال خير يفخر بها كل سعودي، في الأمس يقفل ديتين بمبلغ مليونين و900 ألف ريال، وكذلك يشترى لوحة لاعب، عرضت بالمزاد، وبعد شرائها يعطيها لزوجته لتحتفظ بها.
والآن يستجيب لنداء لاعب كرة القدم، في المنتخب السعودي، صالح النعيمة، ويوجهه إلى دخوله مستشفى الملك فيصل التخصصي للعلاج، وسؤال المستشار تركي آل الشيخ، عنه، والوقوف معه، هنيئاً لهم بشارة رسولنا عندما قال: "خير الناس أنفعهم للناس".
قرأت الخبر، وأنا في فرح كبير وسعادة بوجودنا في دولة حكامها وقيادتها تميزوا فأبدعوا، فكلمات الحب من الشعب لا تكفي الأمير تركي حقه. وأقول: الله يديمك ويعزك، ويعلي شأنك يا نجل سلمان. وهنا يقدم سموه نموذجاً فريداً يجعل الجميع يحتذي به، أي الاستجابة السريعة للمحتاج، من دون تمييز، أو تحديد.
حقيقة هذا ديدن بلادنا وحكامنا، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى الدولي، فالعطاء والاستجابات متواصلة، ولعل التاريخ سجل لقيادتنا هذا السخاء والبذل.
نعم هي دولة محبة للخير والعطاء، فكان عطاؤها للدول جميعاً، ولنعلم أن هذه الجهود جاءت نتيجة الدعم اللا محدود من قيادة المملكة للعمل الإنساني والإغاثي، فهذا نابع من القيم الراسخة، والثوابت التي تؤمن بها قيادة المملكة وشعبها، وما يأتي من ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحض على التعاون والمساعدة، وفعل الخير.
كذلك الشخصية الإنسانية التي تميز بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بحبه للخير وسعيه إليه، وهو نبراس للجميع في عمله ومساعداته، والشخصية الإنسانية الفريدة لخادم الحرمين الشريفين، الذي رعى العمل الإنساني منذ بدايات حياته، وتوليه المسؤوليات المتعددة في الدولة، اذ كان على رأس العديد من اللجان الحكومية والشعبية لإغاثة المنكوبين في مصر، وباكستان، والسودان، والبوسنة والهرسك، وغيرها من الدول.
أما في الداخل فأيادٍ معطاءة تميزت وأبدعت، فكان أنجال سلمان على نهجه في العطاء والتميز، وتخرّجوا من مدرسته وتعلموا من أفعاله، ولنا في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قدوة في دعمه، وتحفيزه، وعطائه فعلاً وقولاً، حتى كلماته كانت دعماً وعطاء لذا أحبه الجميع. ها نحن نرى نجل سلمان، وشقيق محمد، تركي بهذا العمل الجليل الذي لن ينساه التاريخ، رأيت النبل والاحترام، والتميز والتواضع ورحابة الصدر، وكذلك رجاحة العقل، والاتزان، ووزن الكلام قبل تحدثه.
لله درك يا نجل سلمان، نعم عملك هذا يدل على قرب الأسرة الحاكمة من الشعب، ومتابعة الحالات الإنسانية.
تلك مواقف متميزة لقيادتنا، وأبنائها، ستحكي عنها الأجيال، وسيتحدث بها بكل أمانة وصدق التاريخ، لتفخروا أيها السعوديون بوطنكم وقيادته.
كاتبة سعودية
Ghadeer020@